كتب بكر أبوبكر الفريق وبالونات المشاركة

نداء الوطن - كتب بكر ابو بكر

 

دعوني أضرب مثلًا مهمًا لعمل الفريق بالتنظيم السياسي او غير السياسي بالتجربة التالية: في المؤسسة تواجد فريق من 35 موظف شاب ومشرق وحماسي، ومع ذلك لم يكونوا يتشاركون بالمعلومات فيما بينهم (الأنانية)، بل وحتى الحلول لم تكن مشتركة، بمعنى تعمّق الفردية والأنانية فيهم، فكان أن أجريت عليهم التجربة التالية.

تم وضع صندوق وسط المطعم بالمؤسسة بعد أن أزيحت الكراسي إلى الجدران، وفي الصندوق كمية كبيرة من البالونات (النفافيخ) وطلب خبير التنمية البشرية من كل واحد منهم أن ينفخ بالونًا، ويكتب عليه إسمه بلطف لأن نسيج البالونات رقيق، ففعلوا إلا خمسة تفرقعت بالوناتهم فاستبعدوا من التجربة.

وبعد أن نفخوها وطُلب منهم أن يطيّروها بالمكان، أخرجوا من المكان.

في المرحلة الثانية قام منسقو التجربة بنفخ باقي البالونات التي بالصندوق.

ثم أعيد الفريق الذي أصبح تعداده 30 موظفا وموظفة الى المكان، وطلب من كل شخص فيهم أن يلتقط البالون الذي عليه اسمه من مئات البالونات الطائرة خلال 15 دقيقة كحد أقصى، وهذا ما لم يتمكن فيه أحد في ظل البالونات الكثيرة الطائرة في المكان.

في المرحلة الثالثة أعيد إدخالهم للمكان، للمطعم، وطلب من كل واحد منهم أن يلتقط بالونًا عليه اسم، أي اسم، ويسلّمه لصاحبه فأنجروا المهمة في بضع دقائق!

ليتعلموا بوضوح مدى أهمية مشاركة المعلومات ومدى أهمية التوصّل للحلول المشتركة وأهمية العمل الجماعي والتناغم والتخلي عن الأنانية أو الفردية بالنظرة والعمل.

قال قائد الفريق: نحن أكثر كفاءة عندما نكون راغبين بالمشاركة مع بعضنا البعض، ونحن أفضل في حل المشاكل عندما نعمل معا وليس بشكل فردي.

يمكننا القول أن للفريق-على أهميته عامة وخاصة في التنظيم النضالي- مقومات عديدة، والمهم أن يُحقَّق الغرض بمحبة وقناعة.

لكن المقومات جميعا تفترض تقليص المساحة بين العقلاني والعاطفي ليصبح الاهتمام والمشاعر المتبادلة والتساند والتناغم عاملًا يتم التعبير عنه بالخطوة أو الخطوات المقربة من الهدف، وبالهمسة واللمسة والبسمة ما يعظّم من الأثر والحافز للثقة المتبادلة.

 

 

نداء الوطن