مسك محمد تكتب : ماذا بعد اختيار السنوار رئيسا للمكتب السياسي لحماس؟

ماذا بعد اختيار السنوار رئيسا للمكتب السياسي لحماس؟

بقلم :  مسك محمد

قررت حركة حماس تصعيد جديد للحرب في غزة، باختيارها يحيى السنوار رئيسا للمكتب السياسي للحركة خلفا لإسماعيل هنية الذي اغتيل في إيران

وجاء هذا القرار ليثير غضب إسرائيل والتي ردت على ذلك بتوجيه ضربة قوية المناطق الحيوية التي تعتقد أن عناصر حماس تختبىء بها، وفقا لما يقدمه بعض المخبرين على الأرض، لكن من الواضح أن تكثيف الضربات الإسرائيلية على غزة له معنى واحد فقط وهو أن الاحتلال يريد تصفية السنوار قبل قبول أي صفقة للتهدئة أو الهدنة أو حتى إنهاء الحرب الدائرة.

ولكن، لماذا تريد إسرائيل تصفية السنوار قبل أي شيء آخر؟

السنوار زعيم حركة حماس، هو مهندس حركة طوفان الأقصى أو أحداث السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، على بلدات غلاف غزة والتي تمركز فيها الاحتلال، وهذا المنصب الجديد للسنوار يعتبر بمثابة رسالة واضحة للعالم تؤكد أن الجناح المتشدد من “حماس” هو الذي يتولى القيادة في الوقت الراهن والفترة المقبلة، وهذا بالتأكيد قد يؤدي إلى مزيد من الاستفزاز لإسرائيل واستمرار الحرب، كما يشير إلى وجود نية واضحة من الحركة لمواصلة الحرب دون أن يهمها الشعب المعذب في مناطق الإيواء والأطفال والنساء والشيوخ الذين يقتلوتن يوميا برصاص الاحتلال، أو حتى الشباب الذين تأسرهم إسرائيل ليلا ونهارا.

فكما تريد إسرائيل اقتلاع حماس من غزة كاملة وإدارة القطاع تحت وصاياتها، تريد حماس هي الأخرى زيادة التوتر في غزة وتعقيد مباحثات التوصل إلى اتفاق يتضمن وقفاً للحرب التي أودت بأكثر من 60 ألف فلسطيني حتى هذه اللحظة، هذا غير جرحى الحرب والمفقودين.

ومن الواضح أن “حماس” تميل إلى آراء القوى الخارجية مثل إيران، لذلك فضلت “السنوار” على غيره، لأنها ببساطة تحتاج إلى دعم طهران بشدة في الفترة الراهنة والمقبلة أيضا، لكنها لم تدرك جيدا أنها تزيد شرارة الحرب اشتعالا وأطالة أمد الصراع مع إسرائيل، لما لا وهي لا تريد إلا العودة لحكم غزة حتى ولو على حساب موت الشعب كله.

وربما يؤدي اختيار حماس للسنوار بدون أي انتخابات، إلى زيادة حالة التحدي لإسرائيل إلى مستوى أعلى درجة، خاصة بعد أن كانت حكومة بنيامين نتنياهو تعتقد أن الإطاحة بإسماعيل هنية سوف يؤدي إلى إعادة هيكلة قيادات الحركة وإضفاء قدر أكبر من المرونة على مواقفها، لكن هذا القرار الأخير قد يشير إلى تزايد مخاوف إسرائيل من عودة حروب الشوارع في أزقة غزة من ناحية، والتصعيد الإيراني من ناحية ثانية دون وجود أي مسارات دبلوماسية قد تطفىء نيران الحرب بين الطرفين أو تنتقل بها إلى مرحلة أهدأ!.

والآن، يواصل الاحتلال الإسرائيلي بحثه عن السنوار تحت الأرض وفوقها، لذلك يقصف مناطق متعددة فق غزة دون رحمة وفي النهاية يكون المدنيون عرضة للخطر وبدفعون ثمن الحرب بين الحركة والاحتلال!

ومن خلف الكواليس، قد يكون هنالك تواطؤ من قادة حماس الموالين لقطر في توفير ثغرات للاحتلال تسهل الكشف عن السنوار، لكن من الواضح أن هناك قلق من استغلال إسرائيل تعيين السنوار لزيادة ضرباتها، وتوسيع دائرة القتل والتدمير، لاسيما أن السنوار يمثل أحد رموز “الإرهاب”.

ربما تتعقد الأمور في الفترة المقبلة بعد زيادة بل وتنامي نفوذ السنوار، الذي قد يقود الحركة إلى الهلاك أو يدير مواجهة مع إسرائيل بشكل مباشر، قد تقضي على أحلام الشعب الفلسطيني في عودة الهدوء والاستقرار والعيش في سلام!.

 

 

نداء الوطن