الاعلامي سري القدوة يكتب : ترامب ومخططه الخطير لنقل سكان غزة لدول الجوار

ترامب ومخططه الخطير لنقل سكان غزة لدول الجوار

بقلم :  سري  القدوة

الثلاثاء  28 كانون الثاني / يناير 2025.

 

في خطوة غير عادية وفي وقتٍ حساس أعلن الرئيس الأمريكي عن مخطط غريب ويقضي بنقل سكان قطاع غزة إلى دول الجوار خاصة مصر والأردن بدلاً من قطاع غزة الذي اعتبره مدمراً وغير صالح للسكن كما يقول ترامب، هذا المقترح الذي طرحه بكل ما يحمله هو "خطير جداً" ولا يمكن القبول فيه سواء فلسطينياً أو عربياً، لأن قبوله يعني التسليم بأفكار اليمين الإسرائيلي وعلى رأسه الثلاثي "نتنياهو سموتريتش وبن غفير".

 

من الواجب عدم الاستخفاف بطرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نقل سكان قطاع غزة إلى الأردن ومصر كون ان المقترح يعكس نظرة الرئيس الأمريكي للحلول على حساب الشعب الفلسطيني ووجوده وان مقترح ترامب يعكس نظرته لغزة بأنها مجرد ركام ودمار، وأنه بدلاً من محاولته العمل على إغاثتها يريد أن يفرغها من السكان، وهذا الأمر ما يطمح له اليمين الإسرائيلي المتطرف، وأن مباركة المتطرف وزير المالية بتسأليل سموتريتش، على هذا المقترح يظهر أن أفكار "الترانسفير الإسرائيلي" مقبولة لدى الإدارة الأمريكية .

 

وبالطبع هذا الأمر يعزز من أيدلوجيا الفكر اليهودي اليميني المتطرف ويمنح الشرعية للأفكار التي يطرحها الثنائي المثري للجدل "بن غفير وسموتريتش" واليمن الإسرائيلي حول التهجير وحول فكرة نقل السكان وأن هذا الطرح سيعيق إعادة إعمار قطاع غزة ويسرع في فرض حلول الضم للقطاع ومصادرة ثرواته الاقتصادية وتمهيد الطريق على الأرض لمشاريع يستكملها المستوطنين وقادتهم وإقامة ما يعرف إسرائيليا "بقناة بن غوريون" عبر إحكام السيطرة على شمال القطاع، وتنفيذ مشروع القناة التي تربط إيلات (جنوب إسرائيل) على البحر الأحمر بالبحر الأبيض المتوسط، وسيختصر على إسرائيل نحو 100 كيلومتر من الطول السابق المخطط للقناة، ويكون ميناء غزة هو وجهة الوصول والمغادرة بين البحرين الأبيض والأحمر عبر مدينة غزة .

 

خلال ما يقارب عاماً ونصف على الحرب، أعاد جيش الاحتلال تشكيل قطاع غزة وفقاً لحاجاته، وأنشأ منطقة عازلة تطوق القطاع وسوى كل المباني الموجودة داخلها بالأرض تقريباً ومنع الفلسطينيين من دخولها، وتعد قضية عودة مليون فلسطيني هجروا من شمال القطاع إلى مساكنهم إحدى النقاط الساخنة المطروحة على جدول أعمال مفاوضات تبادل الأسرى حيث تتنصل إسرائيل من تنفيذ مخطط العودة بالرغم من إطلاق سراح أسيرات مجندات إسرائيليات وباتت تتجه أنظار مؤسسة الحرب الإسرائيلية باستمرار السيطرة التامة على شمال القطاع .

 

وتأتي تصريحات الرئيس ترامب بعد أن دخل اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ وسلمت المقاومة 4 أسيرات للاحتلال، بعد اتفاق برعاية الوسطاء، لإيقاف حرب استمرت 471 يوما، راح ضحيتها أكثر من 150 ألف بين شهيد وجريح وقادت إلى ارتكاب الإبادة الجماعية وجرائم الحرب وتسببت الحرب أيضا في نزوح معظم سكان القطاع تقريبا بالإضافة إلى خلق أزمات متعددة على مختلف الأصعدة الحياتية في قطاع غزة .

 

وما من شك أن  ما دفع الرئيس الأمريكي إلى اقتراح ترحيل سكان قطاع غزة هو وجود أشخاص متشددين في إدارته ويتوافقون تماماً مع اليمين الإسرائيلي وعلى رأسه "نتنياهو مسموتريتش وبن غفير" وهو الأمر الذي يشكل تجاوزا للخطوط الحمراء والمحددات النضالية الفلسطينية وخاصة أن الشعب الفلسطيني لن يتخلى عن أرضه ومقدساته، ولن يسمح بتكرار النكبات التي حلت بشعبنا في الأعوام 1948 و1967، وسيبقى صامدا على ارض الاباء والأجداد ولن ولم يرحل .

 

 

سفير الإعلام العربي في فلسطين

رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

 

نداء الوطن