فلسطين حضارة التاريخ لا تباع ولا تستبدل
بقلم : سري القدوة
الاثنين 24 شباط / فبراير 2025.
القضية الفلسطينية تواجه أكبر تهديدا لها منذ نكبة عام 1948 في ظل وجود مخططات خبيثة تهدف إلى تصفيتها عبر مقترحات تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه التاريخية، وأن هذه المخططات البغيضة تمثل تعديا صارخا على الحقوق الثابتة والمشروعة للشعب الفلسطيني، والتي أقر بها العالم أجمع، كما تمثل مساسا مرفوضا بسيادة دول عربية بذلت كل غال ونفيس من أجل القضية الفلسطينية .
لا بد أن يدرك العالم اجمع أن أرض فلسطين، التي ارتوت بدماء الآلاف من الشهداء ليس للبيع او الشراء ونقول لكل واهم يرى أن مصائر الشعوب يمكن أن تحددها ممارسات عبثية واهية عليهم أولا قراءة التاريخ جيدا، وسيدرك الجميع أن إرادة الشعوب الحرة لا يمكن ان تنكسِر أبداً، وسيظل الشعب الفلسطيني مرابطا على أرضه، ومدافعا عنها حتى آخر قطرة في دمه ومن ورائه الشعب العربي الذي لم ولن يقبل بأية محاولات لتصفية قضيتنا الأولى والمركزية القضية الفلسطينية .
ويشكل الرفض العربي الكامل لمخططات إفراغ قطاع غزة من سكانه الأصليين أصحاب الأرض خطوات مهمة تزيد من إصرار الشعب الفلسطيني على المضي قدما في الحفاظ على حقوقه ويجب مضاعفة هذا العمل وضرورة أن تكون هناك تصورات عربية بديلة تحافظ على الأرض الفلسطينية العربية، وتصون الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني .
وفي ظل تعرض الهدنة في قطاع غزة إلى الانهيار بفعل عدم الالتزام الإسرائيلي ببنود الاتفاق وتهربه من استحقاق المرحلة وإنهاء الحرب، يواصل الاحتلال عدوانه على مدن الضفة خاصة في الشمال للشهر الثاني على التوالي حيث تشن القوات الاحتلال في الجزء الشمالي من الضفة عدوانها وتنفذ أطول هجمات لها في منذ أوائل العقد الأول من القرن الحالي .
هجمات المستعمرين الإسرائيليين الذين يغتصبون الأرض الفلسطينية لا تزال مستمرة وألحقت أضرارا بممتلكات الفلسطينيين، وأدت الى نزوح العائلات من أماكن سكناهم بسبب هجمات المستعمرين والقيود التي يفرضها الاحتلال الغاشم .
لا بد من توحيد الجهود العربية في أطار ما تقوم به كل من المملكة الأردنية الهاشمية بقيادة الملك عبد الله الثاني وجمهورية مصر العربية برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي والتنسيق مع فلسطين بشأن إعداد تصور شامل لإعادة إعمار قطاع غزة، بما يضمن حق الشعب الفلسطيني الثابت في البقاء على أرضه وبناء وطنه، دون أي تهديد لوجوده، وأهمية اعتماد خطة تحرك عربية موحدة تتضمن دعم وتعزيز صمود الشعب الفلسطيني على أرضه .
وما من شك بان الموقف العربي الجامع يلعب دورا وأهمية كبري في هذه المرحلة الاستثنائية الحاسمة التي تمر بها منطقتنا العربية، خاصة القضية الفلسطينية ونتطلع جميعا إلى القمة التي ستعقد في القاهرة مطلع الشهر المقبل للتعبير عن موقف جماعي واضح وحاسم، تجاه ما تتعرض له القضية الفلسطينية من خطة تصفية عبر تهجير الشعب الفلسطيني .
حل القضية الفلسطينية يجب أن يرتكز على الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة، وضمان عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم، وخاصة مع تزايد خطورة الوضع جراء تمادي الاحتلال في تجاوز كل القوانين والأعراف الدولية دون حسيب أو رقيب، ويجب على المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية في استدامة وقف عدوان الاحتلال المتكرر، وأهمية التمسك بضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي عن كل الأراضي العربية سواء في فلسطين أو سوريا أو لبنان والرفض لكل التدخلات الأجنبية في الشؤون العربية .
سفير الإعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.