تتلاشى الحروف ، تتغير الظروف ، تَتدافَع الأشواق مابين اللوعة وقلب ملهوف ، ترددات تطير عبر الأثير ، ذبدبات عِشق وضمير ، موجات حر وحرير ، اهتزازات رِق تتراقص و الأمل ، إذاعة نبأ طال انتظاره عقود بلا ملل ، وإن كان رصيده من بين الأخبار المتداولة غير مألوف ، عميق و موصوف ، بالمخاطر محفوف ......
سَمِعَ قلبى وراوده عقلى ، يرتعش جسدى ، لا برد يعصف بهِ ، و لا خوف يجتاح أرجاءهِ ، لا أدري ماذا حدث ؟! بات النبض عالي .......
لا شهيق لا زفير ، لا طب غربي بديل ، ولا عشب عربي يداوي ، سكون حائل ، صمت عائل ، ركود هائل متتالي ، موج بحر يأتي مسرعاً ، يَصب جُل غضبه وصخر الأرض لا يبالي ، كمن يقف على أطرافِ جُرف شاهق ينتظر رحمه الوالي ، لحظة مفصلية ، تشق طريق الحياة ، معبدة بالحرية وحِسِ الغوالي ....
ولا زال النبض عالِ يلتمس عذراً للأحبابِ ، غاب الغياب وجمر العتاب حامِ ، لا متسع للتفكير وأصول التدبير ، الزمن هو الكفيل ، ولملمة الجراح كافِ ....
ويستمر النبض العالي يجتز أواصري ، يفصل أركاني ، يُقَسِم أنحائي ، يُبعثرُ أفكاري ، يرصد أمطار وغيم ، صيف متعالي ، حلم زار الواقع وعاد مرة أخرى ، ضيف أَغار ، زيارة استمرت ثواني ....
ويبقى النبض عالى إلى أن تتلامس الأيادِ ، عناق الأصايل وقت الأصالِ ، دموع الفرح من بعد الفراقِ ، وما أعبق وأعمق إحداثيات اللقاءِ، نسيم نرجس في ليلة حب ، شذا عطرها فاح دون إذن مسبق ولا قرارِ ، قمر شاهد ونجم هاوي ، نيزك يوثق وتيرة النبض العالي ، يَخطُ أسمي القِصصِ وأخد العبرِ ، وما الحياة الا صبر وعزم ، أمل وجبر وقلب متعافي
بقلم غادة عايش خضر