لواء / مستشار مأمون هارون رشيد يكتب : الجزائر ، الفرصة الاخيرة

 

الجزائر ، الفرصة الاخيرة

لواء / مستشار  مأمون هارون رشيد

     توافدت إلى الجزائر الشقيق، أرض البطولات والشهداء ، توافدت وفود من الفصائل الفلسطينية بدعوة كريمة من الرئيس الجزائري لإجراء جولة مفاوضات تهدف لإنهاء الخلافات والانقسامات داخل الساحة الفلسطينية ، وكان الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون قد دعا لهذا اللقاء خلال لقائه الرئيس محمود عباس في ديسمبر الماضي في الجزائر ، وهذا الدعوة نابعة من الموقف الجزائري التاريخي والثابت والمؤيد للقضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني العادلة ، فقد وقفت الجزائر ،بلد الثورة والشهداء ، وقفت دوماً مع الشعب الفلسطيني حرصاً على الحافظ على الحقوق العربية الفلسطينية ووحدة الصف الفلسطيني وصولاً للنصر والحرية وعودة الحقوق ، وكانت الجزائر من أوائل الدول التي قدمت كل الدعم والمساندة للشعب الفلسطيني وقضيتة العادلة ، فجاءت هذا المبادرة وفي هذا الوقت بالذات استمراراً لمنهج ثابت للجزاىر تنتهجة الجزاىر دعما وحرصاً للشعب الفلسطيني وقضيتة .

بدأت الجزائر تستقبل الوفود الفلسطينية من الفصائل المختلفة لاستشراق المواقف والمطالب لهذة الفصائل في محاولة جزائرية صادقة للوصول إلى إنهاء الخلافات الداخلية الفلسطينية بما يعزز صلابة البيت الفلسطيني وإعادة الزخم للقضية الفلسطينية في مواجهة العدوان الصهيوني الشرس الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني وقضيتة ، في ظل دعم امريكي وموقف دولي منشغل وغير مكترث بما تقوم به إسرائيل من عدوان ممنهج ضد الشعب الفلسطيني ، من هنا تأتي أهمية هذة الدعوة وتوقيتها وضرورة استثمارها بشكل جدي لإنهاء كل الخلافات وإعادة ترتيب البيت الفلسطيني من خلال التوافق على رؤيا موحدة ، في ظل منظمة التحرير الفلسطينية التي يجب أن تأخذ دورها الحقيقي في قيادة الشعب الفلسطيني ونضالة ضمن توافق وطني لكل القوى والفصائل ، أن إعادة هيكلة المنظمة والتوافق على برنامج سياسي واحد ، وإجراء الإنتخابات ، و إجراء إصلاحات في النظام السياسي الفلسطيني ، اوغيرها من مواضيع الخلاف ، يجب حلها وانهائها حفاظاً على الوحدة الوطنية حتى يتمكن الشعب الفلسطيني وقواة الوطنية من مواصلة و الاستمرار في مواجهة العدوان والاحتلال الإسرائيلي الذي أستغل حالة الإنقسام في الصف الفلسطيني من أجل تصعيد سياستة العدوانية ضد الشعب الفلسطيني وقضيتة بشرا وشجرا وحجرا .

  من هنا نقول إن على الجميع التحلى بأعلى درجات المسؤولية الوطنية والأخلاقية التي تحتم علية تغليب مصلحة الوطن على كل مصلحة أخرى سواء خاصة أو فصائلية ، فالوطن في خطر حقيقي ، ومساعي الأعداء تهدف لإنهاء القضية برمتها ، في ظل تعنت وتغول صهيوني شرس ، وموقف أمريكي مؤيد ، وغياب وانشغال دولي ، علية يجب إدراك الخطر ، حتى نستطيع مواجهته ، تلك هى مسؤولية الجميع .

      ندعو الله أن يلهم الجميع الحكمة والقدرة لتجاوز كل الخلافات ، وأن يدرك الجميع أن الشعب الفلسطيني وصل إلى حالة تستوجب وقوف الجميع عند مسؤولياته ، أن تكريمنا للجزائر ، وشعبها وقيادتها ، ودورها ومواقفها المشرفة تجاة الشعب الفلسطيني وقضيتة، يستوجب علينا أن لانخذلها ونتجاوز عن خلافاتنا إكراما للشهداء ولشعبها البطل الذي لم يخذلنا يوما ، وقيادتها التي لم تغير سياستها ومواقفها المشرفة والمقدرة ، نأمل أن لاتكون هذة اللقاءات مجرد جولة أخرى فى السياحة التفاوضية التي استغرقت حتى الآن مايزيد عن العشر السنوات في جولات تفاوضية غلب عليها طابع السياحة بدون الوصول لإنهاء الخلافات ، ننتظر هذى المرة عودة الوفود حاملين بشرى المصالحة وإغلاق هذا الملف المرهق الذي لم يدفع ثمنة غير الشعب الفلسطيني .

لواء / مستشار

مأمون هارون رشيد

رام الله / فلسطين

18/1/2022

 

نداء الوطن