ثورة الأحرار الثوار في سِّجُون الصهاينة الفُجار

جمال ابو نحل


إنهُمْ الأبطال الأحرار الثوار الفدائيين الأبرار خيرة أبناء العربِ، وفلسطين القابعين في سجون عصابة الغاصبين المُستعمرين الصهاينةِ النازيين الفُجار!؛ أولِئك الأسري الميامين البواسل الأشاوس، الأماجد الأحرار، رغم أنهم خلف قُطبَانَ العدو السجان؛ إنهم لم يفعلوا أي جريمة، أو جنايةٍ، أو جُنحة، أو مُشاجرة؛ ولكنهم كشجرة الزيتون المباركة، والتين، والليمون ضاربةَ جذورها المغروسة في أعماق الأرض المباركة منذ أُلُوفَ السنين؛ فتلك الأرض العظيمة المقدسة لا تتلكم، ولم، ولن تتكلم إلا اللغة العربية. فهي فلسطينية الهوية، والهُوى، والهواية، والوجه، والقلب، والروح منذ فجر التاريخ، ولن يستطيع المُستعمرين المستوطنين أن يطمسُوا تلك الحقيقة، مهما فعلوا من مجازر فاشية، و"هولوكوست" إرهاب متواصل ضد الشعب الفلسطيني؛ وخاصة ضد الأسرى الفلسطينيين المعتقلين في سجون عصابة الاحتلال المجرم؛ أولئك الثوار، والذين قد أمضي بعضًا منهم زهاء نصف، وربع قرن أسيرًا في سجونهم النازية الصهيونية!؛حيثُ يتعرضون في المعتقلات للإذلال، والتنكيل، والضرب، والقمع، والشبح، والتعذيب والقتل البطيء والاعتقال الإداري التعسفي من غير توجيه أي لائحة اتهام للأسير المعتقل الإداري!؛ فيبقى في الاعتقال الإداري يجدد له الاعتقال بشكل متواصل دون تحديد أي موعد للإفراج عنه، مما دفع بعض الأسرى الإداريين الأبطال لخُوض إضراب مفتوح عن الطعام وصل لأربعة، وخمسة أشهر؛ وستة أشهر!. ومن هنا نتوجه بخالص التحية، والتقدير للأسير البطل: "خليل العواودة"، والذي تجاوز الـ 170 يومًا في اضرابهِ المفتوح عن الطعام؛ حيث يطالب بإنهاء اعتقاله الإداري التعسفي بعد تنصل الاحتلال من التزاماته بإطلاق سراحه أكثر من مرة، وأمام أكثر من جهة، ليؤكد هذا الاحتلال سلوكه الإجرامي القائم دومًا على نقض كل العهود، والالتزامات، والاتفاقيات التي يقطعها على نفسه!؛ ولذلك أعلنت لجنة الطوارئ الوطنية العليا للحركة الأسيرة في سجون الاحتلال الصهيوني عن البرنامج النضالي لها الذي بدأ تنفيذه ضد بطش عصابة المستعمرين الصهاينة، والذين يمارسون كل أنواع العربدة، والإرهاب، والقتل، والقهر ضد كل ما هو فلسطيني، وخاصة الأسري الفلسطينيين الشامخين الثوار الأحرار الأبرار؛ وبحق والأسيرات الماجدات، في سجون عصابة الاحتلال الجبان الذي يحاول كسر إرادة الأسري، وصمودهم عبر الاستهداف المتواصل لهم؛ ولذلك سوف يخوض الأسرى الأبطال اضرابًا مفتوحًا عن الطعام، وحل التنظيمات داخل سجون الاحتلال، كنوع من أنواع التمرد، والنضال، على همجية، ووحشية الاحتلال المجرم، والذي لا يدخر جُهدًا لقتلهم، وسحلهم، وسحقهم، وشطب كل ما هو عربي، وفلسطيني ومُسلم عن وجه الأرض!!. ورغم كل ذلك سنبقى لهم بالمرصاد، وشعبنا، وقيادته، والجميع سيقف سدًا منيعًا أمام ممارسات الاحتلال الوحشية النازية ضد أسرانا الأماجد، وضد تدنيس، وتهويد المقدسات؛ وهذا يتطلب من أبناء شعبنا جميعًا وقفة جادة موحدين، لمناصرة الأسرى الأبطال، ومساندتهم في كل حدبٍ، وصوب، وفي خطب الجُمعة وتصعيد المواجهة، والهبة الشعبية ضد العدو عبر التوجه لمواقع الاشتباك، ونقاط التماس وتفعيل قضية الأسرى وتسليط الضوء عليها عند الطلاب في الجامعات، ولِطلاب المدارس، ليتعرفوا على معاناة الأسرى الكبيرة، ويتفاعلون معها؛ والتوجه كذلك لكل العالم، والمنظمات الدولية، ولِجامعة الدول العربية، ومنظمة العالم الإسلامي، ومنظمات حقوق الإنسان الدولية، والعمل الدؤوب للإفراج عنهم؛ الأسري الأبرار منهم من قضى نحبه شهيدًا داخل أقبية التحقيق في سجون عصابة الإرهاب الصهيوني، ومنهم من ينتظر!!. وإن من أسرانا الميامين من أمضوا بضعة سنين في الزنازين تحت الأرض، لا يرون شمسًا، ولا نورًا، ومنهم من يقبع في زنازين العزل الانفرادي منذ عدة سنوات، فيكون الأسير وحيدًا مسجونًا في زنزانة سوداء صغيرة لا يتجاوز حجمها مترين في مترين، وممنوع من رؤية ضوء الشمس، أو الخروج من السجن تحت الأرض!!. وما ذكرنا هنا ما هو إلا غيض من فيض من وحشية الصهاينة النازيين الذين فاقت، وحشيته أسوأ الوحوش في البرية.

ونحن أصحاب تجربة سابقة؛ حيث كنت أسير قبل أكثر من ثلاثة عقود، ثم تحررنا من سجون الاحتلال الصهيونية؛ ولازلت أشعر بالمرارة، والألم من ذاكرة سنوات الاعتقال الأليمة في سجون الاحتلال النازي. فالداخل لسجونِهم الفاشية النازية الصهيونية مفقود وهو كمن يُدَّخَل في ظلمة القبر!؛ والخارج من تلك السجون مولود، كيوم ولدته أمُه!؛ لأن غياهب السجن الصهيوني، والسجان المحتل المجرم مُتجردين من الرحمة، والإنسانية، ويعاملون الأسرى الفلسطينيين الأبطال بدونية وهمجية!؛ ولكي لا ننسى أن كل أسير عربي، وفلسطيني في سجون الصهاينة يقبع الآن في السجن ليس لذنب أو جريمة ارتكبها، سوى سعيه من أجلنا جميعًا لنعيش أحرار، ولأجلِ تحرير فلسطين، والدفاع عن العقيدة، والدين، والمقدسات، وعلى رأسها المسجد الأقصى المبارك، ومن أجل الدفاع عن شرف، وكرامة الأمة العربية، والإسلامية؛ ولذلك وجب على كل الأحرار المعمورة وفي عالمنا العربي والإسلامي العمل بكل قوة لنُصرة قضية الأسرى الأبطال.

الباحث، والكاتب، والمحاضر الجامعي، المفكر العربي، والمحلل السياسي

الكاتب الأديب الأستاذ الدكتور/ جمال عبد الناصر محمد عبد الله أبو نحل

عضو نقابة اتحاد كُتاب وأدباء مصر، رئيس المركز القومي لعلماء فلسـطين

رئيس مجلس إدارة الهيئة الفلسطينية للاجئين، عضو مؤسس في اتحاد المدربين العرب

رئيس الاتحاد العام للمثقفين والأدباء العرب بفلسطين، والمُحاضِّرْ الجامعي غير المتُفرغ

 

 

نداء الوطن