عناق بعد جفاء ونفور عودة التحالف التركي الإسرائيلي

نداء الوطن -

 

وفاء حميد


بعد فترة جفاء وفتور ومد وجزر منذ ١٥عام تعود العلاقات التركية الاسرائيلية .

يعلن وزير الخارجية التركي من الخطأ اعتبار التطبيع مع إسرائيل خيانة للقضية الفلسطينية . فبعد زيارة رئيس الكيان الإسرائيلي ، اسحاق هرتسوغ ، تركيا في اذار المنصرم وزيارة وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو ، وزير الطاقة فاتح دونماز "تل أبيب" في أيار الماضي ، تعلن حكومة العدو الإسرائيلي يائير لابيد ، بيانا بعودة العلاقات التركية – الإسرائيلية إلى طبيعتها منذ إعلان الكيان الإسرائيلي عام ١٩٤٨ واعتراف تركيا به عام ١٩٤٩ أصبحت اهم شركائه في الشرق الأوسط . واقامت معه علاقات دبلوماسية رسمية . ورغم ذلك تميزت العلاقات التركية -الاسرائيلية في العقود الأخيرة بفترات من الفتور حيث توتر العلاقات ٢٩كانون الثاني عام ٢٠٠٩وقعت الحادثة الشهيرة بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز في مؤتمر دافوس الاقتصادي . وفي عام ٢٠١٠هجوم السلاح البحري الإسرائيلي على سفينة التضامن التركية " مافي مرمرة" على شاطىء غزة لتحطيم الحصار الإسرائيلي عن غزة ، رغم التوتر الدبلوماسي من الجانبين ، اعتمدت تركيا سياسة الفصل بين السياسة والاقتصاد ، فلم ينعكس التوتر السياسي على حجم التبادل التجاري والاقتصادي بل على العكس إذ تؤكد الارقام زيادة في حجم الصادرات والواردات والاستثمارات المباشرة ،ففي عام ٢٠٠٢ كانت الصادرات التركية إلى "اسرائيل "

٨٥٠ مليون دولار سنويا وفي عام ٢٠١١كانت الصادرات التركية إلى " اسرائيل " ٢,٤مليار واحتلت إسرائيل المرتبة ١٧ الصادرات التركية وبالمقارنة مع عام ٢٠٢٠وصلت الصادرات إلى ٤,٧مليلر دولار لتحتل إسرائيل المرتبة ٩في قائمة الدول التي تصدر لها تركيا بلغت واردات تركيا من "إسرائيل " 1,5مليار دولار عام 2020 وبلغ في العام نفسه إجمالي حجم التجارة الخارجية بين الطرفين 6,2مليار دولار.

ترغب تركيا في أن تكون مركز دوليا للطاقة في شرق المتوسط بحكم موقعها الجيوسياسي ، وامتلاكها اطول شاطيء يطل على المتوسط ، الأمر الذي سينقذ الاقتصاد التركي ، فهي تسعى لتكون ممر للغاز الإسرائيلي المسروق للتصدير نحو أروبا ، حيث استبعدت من عضوية "منتدى غاز شرق المتوسط " وتبنى المنتدى مشروع خط الأنابيب " ايست ميد" بهدف تصدير غاز المتوسط إلى أروبا من فلسطين المحتلة مرورا بقبرص ثم جزيرة كريت اليونانية وصولا إلى إيطاليا. أدى لاستياء تركيا من المشروع كونه سيمر عبر ماتعده حقوقا مائية لها ، ولكن الحقيقة هي طموحها لاستبدال مسار خط الأنابيب ليمر عبر تركيا وهو المسار الأقرب لاروبا والأقل من حيث التكلفة سيحقق عوائد مالية كبيرة لتركيا مستغلة تعثر المشروع "ايست ميد " لأسباب تمويلية وعدم استقرار في البيئتين الأمنية والسياسية في المنطقة الأمر الذي شجع تركيا على استعادة المبادرة عبر خطوات سياسية اتجاه إسرائيل ، لتستمر العلاقات السياسية والأمنية والاقتصادية ويستمر معها الاستثمار الإعلامي ، واللعب على المشاعر الدينية كالتنديد بصفقة القرن من دون أن يؤثر على جوهر العلاقات بينهما. وينكشف الغطاء ويظهر الدعم التركي للإرهاب الراديكالي الإسلاموي المتطرف ، وسط أدعائها حمل الهم الفلسطيني أمام المجازر الإسرائيلية المتكررة والمستمرة بحق الفلسطينين ولم تثبت استعدادها لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي ، من حيث الطبيعة العدوانية والتوسعية ، فهما تشكلان معا ثنائي العدوان على الأمة العربية

ومن هنا يأتي السؤال هل ستفتح هذه العلاقات باب تعاون استراتيجي ملموس في حوض المتوسط تحديداً ؟

 

 

نداء الوطن