القدس باقية في قلوبنا

نداء الوطن - القدس عاصمة دولة فلسطين

وفاء حميد

الأرض المباركة، وبِها تبني الأجيال ذاكرتَها من أراد أن ينظر إلى بقعة من بقع الجنة فلينظر إلى بيت المقدس ، هي أرض كلّ العرب والمسلمين .

وللقدس مكانًا خاصًا في معتقدات وثقافة وتاريخ المسلمين. وتحتضن المدينة المسجد الأقصى، الذي ظل قبلة للمسلمين لسنتين في بداية الدعوة الإسلامية.

ظلّت القدس جرحًا نازفًا ومصدرًا للأحزان للعالم الإسلامي لمئة عام تحت الاحتلال البريطاني ولاحقًا إسرائيل.

واجهت هذه المدينة المقدّسة دمارًا شاملًا أثناء الاحتلال البريطاني والاحتلال الإسرائيلي على حد سواء. فقد دمّر الجيش البريطاني في عام /1917/ عددًا من المباني في العهد العثماني، بما في ذلك برج الساعة المحمودية والنوافير وبعض المباني الحكومية.

إلا أن القدس شهدت بعد عام /1967/ أكبر عملية تدمير على الإطلاق، والتي لا تزال مستمرة حتى الآن تحت الاحتلال الإسرائيلي.

ويُواجه اليوم كل من المسجد الأقصى وقُبّة الصخرة عُدوانًا حقيقيًا من قبل إسرائيل.

حيث تعرض المسجد الأقصى ، ثالث أكثر الأماكن المقدسة بعد المسجد الحرام في مكة المكرمة والمسجد النبوي في المدينة المنورة ثم المسجد الأقصى في القدس فيها كنيسة القيامة ومحج المسيحيبن .

الى حريق عام /1969/ على يد مايكل دنيس روهن ، يهودي أسترالي الجنسية وادعى أنه مجنون، وتم ترحيله إلى أستراليا.

جريمة ساهمت بها قوات الاحتلال ، حيث قطعت المياه عن منطقة الحرم فور ظهور الحريق، ومنعت المواطنين وسيارات الإطفاء التي هرعت من البلديات الفلسطينية للقيام بإطفائه .

واحترق كثير من الزخارف والآيات القرآنية. وطال الحريق ثلث أو ربع المسجد القبلي ودمر أثرا إسلاميا عظيما وهو المنبر الذي أحضره القائد المسلم الكبير الناصر صلاح الدين الأيوبي عندما حرر القدس من أيدي الصليبيين عام /1187/.

وكان من تداعيات الحريق عقد أول مؤتمر قمة إسلامي في الرباط بالمغرب، وإنشاء منظمة المؤتمر الإسلامي التي تضم في عضويتها جميع الدول الإسلامية.

ومن بين ردود الفعل، قرار مجلس الأمن الدولي رقم /271/ لعام /1969/ بتاريخ /15/ ايلول الذي أدان (إسرائيل) لحرق المسجد الأقصى في يوم /21/ اب عام /1969/، ودعا إلى إلغاء جميع الإجراءات التي من شأنها تغيير وضع القدس، والتقيد بنصوص اتّفاقيات جنيف والقانون الدولي الذي ينظِّمُ الاحتلال العسكري.

ولم تتوقف اعتداءات الاحتلال والمستوطنين على المسجد، من إغلاقه أمام المصلين والتضييق عليهم، واقتحامه وتدنيسه ، وتنفيذ أعمال تخريب فيه، ومنع عمليات ترميمه، وتنفيذ أعمال حفريات للأنفاق أسفله.

وكل مايجري من ازمات تحيط بالبلاد العربية تعود إلى الرغبة في فرض السيطرة على القدس، وعلى كل فلسطين، فحب فلسطين وعاصمتها القدس لن يتراجع في القلوب. بقدر ما تحب الأم طفلها، وعشق الحبيب لمحبوبه، و سيستمر الحب، وستحارب الاجيال من أجل ذلك، ولن يلقى السلاح ، حتى يعود السلام الحقيقي إلى مدينة السلام ، لهَا القلوبُ تهفو ولها الأرواح تُفدى ، هي القدس هي من نعشق هي درة في الوجود وستبقى رمز الإباء والوجود .

 

نداء الوطن