احتضن ولا تغلق الأبواب

نداء الوطن -

 

بكر أبوبكر

 

إن عمل الفريق يقتضي فهم الامكانيات والقدرات (الهِبات من الله في داخل كل شخص) والأدوارالمختلفة لدى أعضاء الفريق، أوالتنظيم (المنظمة (Organization.

 

فالمنفّذ يفهم أن تعطيه التعليمات ليُبدع بالتطبيق والإنجاز ولكنه لا يستطيع أن يضع خطة مثلًا، وعندما تريد فكرة جديدة تلجأ للمفكّر، وتلجأ للمبتكر، وتلجأ للمجدّد ليضع لك الأفكارأو يطورها، وحيث يقوم المقيّم أو الناقد بغربلتها وإيجاد الثغرات بها.

 

وهكذا ضمن اجتماع الفريق وقدراته (أدواره المختلفة) وأنت تضبط الإيقاع فلا تنتظر من شخص إلا ما يقدر عليه ما تعرفه بالتجربة.

 

وإن أردت أكثر أجهدت نفسك ببلوغ الغاية عبراحتضان الشخص بحثّه على القراءة والتثقيف لذاته وتنميتها، والتدريب إن ارتبط ذلك مع امكانية أو رغبة كامنة لدى عضو الفريق، وبالقراءة منك أيضًا ما يمكّنك من الفهم أكثر.

 

إن الاحتضان للكادر أو العضو في التنظيم السياسي يعني أن تفتح أمامه السُبُل للتطوروالفهم والتقدم.

 

والاحتضان أو الرعاية والتمكين بأن لا تمنعه مفاتيح التقدم، بل تقدمها له بمحبة.

 

لننظر هنا الى الفرق بين 3 مفاهيم هي المهارة والكفاءة والفعالية حيث أن المهارة تمثل القدرة والمعرفة والخبرة اللازمة لأداء والقيام بعمل أو شيء ما بشكل جيد، وهي تتطلب معرفة وتعلم وتدريبا، ما يفتح الباب لدور القائد في تنميتها بالشخص ضمن قيادته، او في ذاته.

 

بينما تُعرّف الكفاءة بأنها القدرة على إنجاز شيء ما بأقل قدر من الوقت الضائع والمال والجهد وتُعرَّف الفعالية بأنها الدرجة التي ينجح بها شيء ما في تحقيق النتيجة المرجوة ؛ نجاح.

وفي جميع الأحوال نعتقد أن الرعاية أو الاحتضان لها جدير الدور بالموضوع هذا.

عرفت قائدًا فذًّا كان لا يملُ الاستماع لي من جهة، ولا يمل أن يفتح لي الأبواب والنصيحة في المكان أو الكتاب أو الشخص المناسب للاستزادة منه تاركًا لي حرية القرار دون ضغط أو دون قسر وجبر.

 

كان الأخ أبوماهر (محمد راتب غنيم) القائد والمؤسس في حركة التحرير الوطني الفلسطيني- فتح من هؤلاء الذين امتلكوا فراسة الاستدلال على القدرات وحجومها في الأعضاء الحركيين والكوادر، ويستدل مواضع الفعل الناجز بالأشخاص، ومن أين ومن أي شخص يأتي. ومقابله كان الأخ أبوماهر متنبهًا لمواضع الخلل، فكان يقدّم كل الفرص لمن يعملون معه-وكنت منهم-ليتطوروا ويتقدموا ويبدعوا بأريحية، كان ببساطة يفتح الطريق.

 

إن تكليف الشخص بما يطيق (النظرة لما يطيق أولا يطيق الشخص تحتاج لاختبار عملي)لا يعني ألا يقوم بعمله، وإنما فهم حدود مقدرته سواء كانت بالساعات، أو بالفراغ وحجم الانشغالات، أوبالتركيز من عدمه، فإن كانت طاقته الجسدية ضعيفة يمكن العمل على تطويرها بالتمارين والأكل الصحي والهواء المنعش وأخذ الاستراحات بين العمل والتأمل...الخ.

وإن كان الشخص لا يركز فإن فهم القدرة والطاقة الحالية لديه ضمن وعي القائد والثقة المتبادلة معه أو المؤسسة أو الفريق لا يعني عدم دعم التطوير.

 

يجب تحقيق التطوير والتدريب بتنمية قدرات أو مهارات مختلفة لدى العضو أو الشخص العامل ضمن المؤسسة مثل اتباع استراتيجية القراءة العميقة والمطالعة واكتساب منهج التفكير، والتجارب.

 

من القدرات القابلة للتطوير لتتحول الى مهارة صفة التركيز. وتجد لأجلها التمارين والفنون الكثير ما يمكن للقائد الفعال حثّ العضو في التنظيم السياسي أو أي مؤسسة عليه، وبالتالي يمكن توسيع مجال القدرة والاستطاعة هنا.

 

 

نداء الوطن