حذّر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق، غادي آيزنكوت، من الدولة الواحدة كحل للصراع الإسرائيلي – الفلسطيني، ووصفها بأنها "دمار الحلم الصهيوني"، وشدد على أن "الشرخ في المجتمع الإسرائيلي" هو التهديد الأكبر على مستقبل إسرائيل. وجاءت أقوال آيزنكوت في مقابلة أجرتها معه صحيفة "معاريف" ونشرت مقاطع منها اليوم، الخميس.
وقال آيزنكوت أنه "أعتقد أن الشرخ في المجتمع الإسرائيلي والقذف المتبادل، تراجع القدرة على الحكم، تراجع الثقة بمؤسسات الدولة، الجريمة – هذه الأمور كلها هي التهديد الأكبر على مستقبل الدولة".
وأضاف "أني لا أستخف بالتهديدات الخارجية، فقد واجهتها طوال حياتي. والمناعة القومية للمجتمع الإسرائيلي هي العنصر الأهم في الأمن القومي. وأعتقد أن مناعة المجتمع الإسرائيلي تشكل 51% على الأقل من الأمن القومي. وهذا أهم عنصر. والناس قلقون ليس بسبب التهديد الإيراني وإنما بسبب الضعف الداخلي، التكتل الآخذ بالضعف، انعدام المساواة، الاحتكاكات بين القطاعات، عدم استيعاب جماهير بكاملها داخل المجتمع. وينبغي أن ندرك أنه لا يوجد أمن قومي من دون تضامن اجتماعي، ولا يوجد تضامن اجتماعي من دون أمن قومي. وتوجه (مؤسس إسرائيل دافيد) بن غوريون، (بشأن) بوتقة الانصهار، يواجه مشكلة".
وأشار آيزنكوت إلى أنه "عندما تجندت للجيش، في العام 1978، تجند للجيش الإسرائيلي 88% من الملزمين بالتجنيد. وعندما تجند ابني، في العام 2015، تجند 67%. وهناك مؤشر آخر. يزداد عدد المجندين الذين يريدون التجند لخدمة هامة – إلى السايبر، الوحدة 8200، الوحدات التكنولوجية. والاستعداد للتجند للوحدات القتالية، أن تَقتل وتُقتل، المخاطرة، في تراجع".
وحذر آيزنكوت من الدولة الواحدة. "دولة ثنائية القومية هي نهاية الحلم الصهيوني. ولا ينبغي أن تكون عبقريا كبيرا كي تدرك معنى اختلاط ملايين الفلسطينيين داخلنا، إضافة إلى الوضع المعقد مقابل عرب إسرائيل، الذين اتخذنا قرارات معينة جدا في التعامل معهم طوال 75 عاما، وأدت إلى الوضع الإشكالي الحالي".
لكن آيزنكوت يقترح حلا غير واقعي للصراع ولا يدعو بشكل مباشر إلى إنهاء الاحتلال. "نحن في نهاية عهد أبو مازن (الرئيس الفلسطيني، محمود عباس)، وبالإمكان اقتراح خطوة مرحلية لثلاث حت خمس سنوات، من أجل تحسين الواقع والبدء في بناء جسر لخفض العداء وتعزيز الثقة. مبادرة متكاملة لإسرائيل، الفلسطينيين، مصر، الأردن، الولايات المتحدة، الخليجيات وغيرهم. ينبغي تغيير الواقع، لأنه يقود إلى رؤيا الدولة الواحدة، التي تعني دمار الحلم الصهيوني".
وتطرق إلى الجندي القاتل إليئور أزاريا، الذي أطلق النار على الشهيد عبد الفتاح الشريف في مدينة الخليل عندما كان مصابا بجروح خطيرة ولا يقوى على الحراك. وقال آيزنكوت إن "آزاريا خالف كافة الأعراف والأوامر. وإذا كانت لدي خيبة أمل، فإنها تجاه صناع القرار في المستوى السياسي. ولم تكن هناك معضلة داخل الجيش. لقد كان هناك إجماعا واسعا جدا على أن هذا الحدث غير مهني، غير أخلاقي، غير قانوني وينبغي معالجته مثلما عولج (سجن مخفف لتسعة أشهر فقط). وقسم من السياسيين، في المقابل، اتخذوا موقفا وعمليا دعموا سلوك أزاريا غير اللائق. ومنحوا ذلك شرعية. ولا أتحدث عن وزير الأمن (حينها موشيه) يعالون ولا عن الوزير السابق يوفال) شطاينيتس، اللذين عبرا عن موقف شجاع جدا"، في انتقاد مبطن إلى رئيس الحكومة حينها، بنيامين نتنياهو.