قال رئيس دولة فلسطين محمود عباس إن فلسطين وشعبها يعولون كثيرا على الموقف التركي الذي وقف دوما إلى جانب الحق الفلسطيني.
وثمن سيادته، خلال مؤتمر صحفي مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الثلاثاء، مواقف تركيا الثابتة، والداعمة لحقوق شعبنا الفلسطيني، وسعيه الحثيث لنيل حريته واستقلاله، مجددا التهنئة للرئيس أردوغان بفوزه في الانتخابات الرئاسية التي جرت مؤخرا، وبنجاح جولته الأخيرة في دول الخليج العربي، ومشيدا بالمكانة التي وصلت إليها الشقيقة تركيا على المستويين الإقليمي والدولي.
وقال الرئيس: "نواجه اليوم، حكومة إسرائيلية يمينية متطرفة، تسعى بكل قوتها لتدمير ما تبقى من أسس العملية السياسية، عبر ممارسات عنصرية واستعمارية مدروسة ومخطط لها، فضلا عن تنصلها من تنفيذ التزاماتها جميعا وآخرها التزامات العقبة وشرم الشيخ".
وأضاف سيادته: "نواصل العمل على تحقيق وحدة أرضنا وشعبنا، وقد دعونا الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية لاجتماع عاجل نهاية الشهر الجاري في القاهرة من أجل استعادة الوحدة الوطنية، ووضع برنامج وطني لمواجهة التحديات التي تواجه شعبنا وأرضنا".
وفيما يلي كلمة سيادته خلال المؤتمر الصحفي:
"فخامة الأخ الرئيس رجب طيب أردوغان،
يسعدني أن ألتقي بكم مجددا، وأشكركم على هذه الدعوة الكريمة، والتي أجدها فرصة للتأكيد على عمق العلاقات الأخوية التي تربط بلدينا وشعبينا الشقيقين، مثمنين مواقف تركيا الثابتة، والداعمة لحقوق شعبنا الفلسطيني، وسعيه الحثيث لنيل حريته واستقلاله، والدفاع عن القدس والمقدسات، متمنين لتركيا ولشعبها الشقيق دوام التقدم والازدهار. وبهذه المناسبة، فإنني أجدد التهنئة بفوزكم في الانتخابات الرئاسية التي جرت مؤخرا.
كما نود أن نهنئ فخامتكم بنجاح جولتكم الأخيرة في دول الخليج العربي، ونشيد بالمكانة التي وصلت إليها الشقيقة تركيا على المستويين الإقليمي والدولي، ونبارك لكم أخي فخامة الرئيس، إنتاج أول سيارة كهربائية عالية الجودة وغيرها من المنتجات.
فخامة الرئيس، يشكل لقاؤنا اليوم فرصة لبحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية التي تشهد تطورا مستمرا، مثمنين أهمية مواصلة عمل اللجنة الوزارية المشتركة بين البلدين، ومؤكدين الشراكة الناجحة الجارية حاليا بين صندوق الاستثمار الفلسطيني والمطورين الأتراك للمنطقة الصناعية في جنين.
فخامة الرئيس، نواجه اليوم، حكومة إسرائيلية يمينية متطرفة، تسعى بكل قوتها لتدمير ما تبقى من أسس العملية السياسية، عبر ممارسات عنصرية واستعمارية مدروسة ومخطط لها، فضلا عن تنصلها من تنفيذ التزاماتها جميعا وآخرها التزامات العقبة وشرم الشيخ التي تم الاتفاق بيننا وبينهم عليها.
أمام هذه الممارسات الإسرائيلية المتواصلة والساعية لتكريس الاحتلال وإدامته، قامت القيادة الفلسطينية باتخاذ عدد من القرارات الرامية لحماية حقوقنا الوطنية المشروعة، في ظل صمت دولي غير مسبوق وعجز عن محاسبة هذا الاحتلال على ما يقوم به من جرائم ضد شعبنا ومقدساتنا. هناك ألف قرار في الأمم المتحدة لم ينفذ منها قرار واحد لنا.
أخي فخامة الرئيس أردوغان، إن فلسطين وشعبها يعولون كثيرا على الموقف التركي الذي وقف دوما إلى جانب الحق الفلسطيني، ومواصلة تقديم الدعم للمساعي السياسية الفلسطينية في المحافل الدولية كافة، للحصول على العضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة، واعتماد تعريف النكبة وتجريم إنكارها، ليكون يوم 15/5 من كل عام يوما دوليا لإحيائها، بالإضافة إلى تنسيق الدعم بشأن التوجه الفلسطيني إلى محكمة العدل الدولية، وهذا ما قامت به تركيا هذه الأيام وقدمت مرافعة عظيمة لمحكمة العدل الدولية بهذا الشأن.
فخامة الرئيس، إننا نواصل العمل على تحقيق وحدة أرضنا وشعبنا، وقد دعونا الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية لاجتماع عاجل نهاية الشهر الجاري في القاهرة من أجل استعادة الوحدة الوطنية، ووضع برنامج وطني لمواجهة التحديات التي تواجه شعبنا وأرضنا.
أجدد الشكر لكم فخامة الرئيس، ومن خلالكم لتركيا وشعبها الصديق والشقيق على مواقفكم الأخوية الداعمة لفلسطين وحقوقها، ولحفاوة الاستقبال وكرم الضيافة الذي عهدناه منكم، متمنين لبلدكم وشعبكم الشقيق المزيد من التقدم والازدهار.
فخامة الرئيس، تقديرا للدور الكبير والهام الذي تقومون به، فقد وجهنا بتسمية ميدان يحمل اسم الرئيس رجب طيب أردوغان في مدينة رام الله، وقد أصدرت بلدية رام الله قرارا بذلك، ونسلمكم فخامة الرئيس نسخة عنه.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".
من جانبه، أكد الرئيس أردوغان أن تركيا ستستمر في الدعم وبكل جهد للدفاع عن القضية الفلسطينية بأقوى طريقة ممكنة، ولزيادة أمن ورفاهية الشعب الفلسطيني.
وشدد في كلمته، خلال المؤتمر الصحفي، على أن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية على أساس معايير الأمم المتحدة، هو ضرورة لسلام واستقرار المنطقة بأسرها.
وعبر الرئيس أردوغان عن سعادته باستضافة الرئيس محمود عباس والوفد المرافق، مُرحّبا بهم جميعا في تركيا.
وقال إنه تم في اجتماع اليوم مناقشة التطورات في فلسطين بالتفصيل، وتم تقييم الخطوات التي يمكن اتخاذها لتطوير العلاقات بين البلدين بشكل أكبر.
وأضاف أنه تم خلال اللقاء، أيضا، التأكيد على دعم بلاده لتعزيز قدرة دولة فلسطين وتحسين حالة الشعب الفلسطيني، مشيرا إلى أن هناك حقيقة بأن القضية الفلسطينية لم تحظَ بالاهتمام الذي تستحقه على أجندة المجتمع الدولي لفترة طويلة، منوها إلى أهمية مشاركة المجتمع الدولي، خاصة الأمم المتحدة، في هذه القضية.
وقال إنهم في تركيا يواصلون تضامنهم مع الشعب الفلسطيني ودعمهم للقضية الفلسطينية بأقوى طريقة ممكنة، مؤكدا أنهم يراقبون عن كثب التطورات في فلسطين ويشعرون بقلق عميق إزاء الخسائر المتزايدة في الأرواح والدمار والتوسع الاستيطاني غير القانوني وعنف المستوطنين.
وأكد الرئيس أردوغان أن السبيل الوحيد لسلام عادل ودائم في المنطقة يمر من الدفاع عن رؤية حل الدولتين، وأنه لا يمكن قبول أفعال تهدف إلى تغيير الوضع التاريخي الراهن للأماكن المقدسة وخاصة المسجد الأقصى، مشيرا إلى أن الوحدة والمصالحة الفلسطينية من أحد العناصر الأساسية في هذه العملية، وأن تركيا على استعداد لتقديم جميع أنواع المساعدة في هذا المجال.
وأشار إلى أن الوكالة التركية للتعاون والتنسيق (تيكا) والهلال الأحمر التركي والمنظمات غير الحكومية التركية يواصلون تقديم المساعدات الإنسانية والتنموية لفلسطين، إلى جانب أن تركيا مستمرة بمساهماتها في وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا) وتولي أهمية كبيرة لأنشطتها كما في السنوات السابقة.
وعقب المؤتمر الصحفي، أقام الرئيس أردوغان مأدبة عشاء رسمية على شرف الرئيس محمود عباس والوفد المرافق، بحضور كبار المسؤولين.