منتدى غزة يضع على مائدة صانع القرار توصيات لمواجهة التحديات السياسية القائمة
عقد مؤتمر السنوي الـ 11 حول " تحديات حل الدولتين" بمشاركة متخصصين فلسطين وعرب
رام الله – غزة – أكد منتدى غزة للدراسات السياسية والاستراتيجية في محرجات مؤتمره السنوي الحادي عشر، ان "حل الدولتين" هو الخيار القادر على الرد على طروحات إسرائيل الهادفة إلى القفز عن المسار السياسي وتعويم القضية الفلسطينية بمشاريع وهمية.
وخلص المؤتمر عقب نقاش معمق ومتخصص الى ان إسرائيل ترفض حل الدولتين وتعمل على تدميره، ونفيه بشكل غير معلن، وفي نفس الوقت لا يمكن ان تقبل مطلقاً بخيار الدولة الديمقراطية الواحدة ما يفرض على الفلسطينيين تحديات توجب الاشتباك على مختلف الصعد لمواجهة مخططات الاحتلال ولتعديل ميزان القوى المختل
ونظمت دائرة العمل والتخطيط الفلسطيني بمنظمة التحرير منتدى غزة للدراسات السياسية والاستراتيجية هذا العام، حول " تحديات حل الدولتين".
وشارك في المؤتمر الذي عقد بالتزامن في المقر الرئيسي لمنظمة التجرير برام الله وفي غزة ، أعضاء من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ونخبة من قادة وممثلو القوى والمفكرين والأكاديميين والمحللين السياسيين الفلسطينيين والعرب والأطر الشعبية ومنظمات المجتمع المدني المعنية.
دعا المنتدى الى توسيع المقاومة الشعبية وتعظيم الاشتباك السياسي والقانوني والدبلوماسي مع الاحتلال، وإعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية إلى المكانة التي تستحقها، مشددا على ضرورة توضيح خطورة ما يسمى الاتفاقات الإبراهيمية وتوعية الشعوب العربية بمخاطرها، باعتبارها مدخلاً لتنفيذ بنود صفقة القرن.
وشدد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير امين عام جبهة النضال الشعبي، رئيس الدائرة، د. أحمد مجدلاني المؤتمر في كلمة افتتاحية على أهمية المؤتمر وما سيخلص اليه من مخرجات وتوصيات قال انها ستوضع على مائدة صانع القرار الفلسطيني وسياط بها أعضاء المجلس المركزي لمنظمة التحرير في اجتماعه المقرر الشهر المقبل
وأضاف مجدلاني: تكتسي هذه التوصيات والمخرجات أهمية مضاعفة في ظل حالة انسداد الأفق السياسي الذي فرضته حكومة الاحتلال بشراكة كاملة مع الإدارة الامريكية وخصوصا في عهد دونالد ترامب، والفراغ السياسي في عهد الادارة الامريكية الجديدة، والتي لم تتقدم بمبادرة او حتى تكلف مبعوثا لعملية السلام للخروج من حالة الجمود والفراغ السياسي.
وعلاوة على الجلسة الافتتاحية، تضمن المنتدى جلستين رئيسيتين، جاءت الأولى بعنوان "الواقع الجيوسياسي" واشتملت على ثلاث اوراق بحثية: قدم اولاها د.عبد المجيد سويلم، وتناولت مخاطر السياسات والإجراءات الإسرائيلية وأثرها على حل الدولتين
وكانت الورقة الثانية بعنوان: القدس "الضم الزاحف" قدمها د. وليد سالم، فيما تناولت الثالثة الإجراءات الفلسطينية لمواجهة إسرائيل دولياً. قدمها أ. عصام يونس.
وأدار الجلسة أ. عاطف المسلمي مساعد المدير العام للدائرة في المحافظات الجنوبية، وعقب عليها د. أحمد يوسف.
واتت الجلسة الثانية بعنوان "الخيارات الفلسطينية الاستراتيجية المتاحة"، وأدارها د. منصور ابو كريم، وقد اشتملت أيضا على ثلاث أوراق، تناولت د. هبة جمال الدين من مصر، في الأولى "الرؤى الإقليمية والدولية لخيار حل الدولتين".
وحملت الورقة الثانية عنوان: خيار "إعلان دولة فلسطينية تحت الاحتلال" وهي من تقديم أ. محمد التلباني بالشراكة مع أ. جمال البابا.
وعنونت الورقة الثالثة بـ "خيار حل الدولتين مقاربة فلسطينية، وقدمها أ. عوض عبد الفتاح.
وقد عقب على هذه الأوراق أ. هاني حبيب.
وحاولت الأوراق تقديم إجابات لعدة تساؤلات يطرحها الواقع الفلسطيني الحالي أبرزها، هل لازال خيار حل الدولتين قائما إلى الآن؟، و هل البيئة الإقليمية والدولية لازالت داعمة لهذا الحل؟
وفي المقابل تناولت الموقف الإسرائيلي وتأثير الإجراءات والسياسات الإسرائيلية على تطبيق حل الدولتين؟ وما يجري في القدس من إبادة جغرافية للمكان والسكان، وماهية المشاريع التي تحاول إسرائيل من خلالها القفز على خيار الدولتين. (السلام الاقتصادي - تقليص الصراع).
كما وتعرضت الى الموقف الأمريكي السلبي تجاه تجديد مسار حل الدولتين، والموافقة الأمريكية الضمنية على الإجراءات الإسرائيلية.
ووطنيا تناولت الواقع السياسي الفلسطيني ومدى تأثيره على خيار حل الدولتين، والخيارات الفلسطينية الاستراتيجية المتاحة في حال فشل حل الدولتين، خيار دولة تحت الاحتلال، خيار الدولة الواحدة.
التوصيات
وناقش المنتدى الأوراق الخيارات الفلسطينية، المتاحة بشكل معمق، وخرج بان إسرائيل ترفض حل الدولتين وتعمل على نفيه بشكل غير معلن، ولن تقبل مطلقاً بخيار الدولة الواحدة، وهي سوف تقضي على أي فرصة لإعلان دولة تحت الاحتلال.
واكد على ضرورة تصويب الوضع الفلسطيني من خلال مؤسسات م.ت.ف، باعتباره شرطاً أساسياً لتحديد الاستراتيجية المقبلة.
وشدد في هذا الصدد على وجوب أن يحدد الفلسطينيون إلى أي من الخيارات هم ذاهبون، لافتا الى خيار الدولة الواحدة هو خيار فلسطيني بالأساس وكان من أدبيات العمل السياسي لـمنظمة التحرير، دون اغفال ان مفردات توازن القوى هي التي تحدد طبيعة الحلول القابلة للتحقق.
وخلص المنتدى الى ان "حل الدولتين" يمتلك ميزة يفتقر اليها الخياران الآخران وهي ميزة الدعم والإسناد الدولي الذي يتيح للجانب الفلسطيني فرصة تبني هذا الخيار في سبيل المواجهة مع الاحتلال. وان حل الدولتين هو الخيار القادر على الرد على الطروحات الإسرائيلية التي تهدف إلى القفز عن المسار السياسي وتعويم القضية في مشاريع وهمية.
وأوصى المنتدى في حال الذهاب إلى خيار إعلان دولة تحت الاحتلال بوجوب الاستناد إلى قرار التقسيم والأخذ في الاعتبار تفاوت موازين القوى مع إسرائيل مشددا على اعطاء الموقف الفلسطيني مزيداً من القوة السياسية لإصلاح الخلل في تفاوت موازين القوة معها.
كما واعتبر حل الدولة الواحدة، خياراً استثنائياً كوسيلة للضغط على إسرائيل في سبيل مواجهة سياسة الفصل العنصري التي تمارسها بحق الفلسطينيين على جانبي ما يسمى الأخضر.
خيارات المواجهة :
وجول خيارات المواجهة الفلسطينية أمام الموقف الإسرائيلي أوصى المنتدى بتوسيع الاشتباك الميداني بالمقاومة الشعبية، والانتقال بها من النقاط والبؤر الساخنة الى فعل يشمل كافة المواقع المهدد بالاستيطان والجدار، وتطوير اشكال المواجهة لعصيان مدني في الضفة الغربية.
كما دعا الى تعظيم الاشتباك السياسي والقانوني والدبلوماسي مع الاحتلال، وإعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية إلى المكانة التي تستحقها. خصوصاً أن فلسطين أصبحت دولة عضو في الأمم المتحدة، الأمر الذي يمنحها شخصية الدولة التي بإمكانها التوقيع على الاتفاقيات والانضمام للمؤسسات الدولية، وهذا يساعد في خلق هوامش جديدة للفعل والاشتباك السياسي.
وشدد المنتدى على ضرورة توضيح خطورة ما يسمى الاتفاقات الإبراهيمية وتوعية الشعوب العربية بمخاطرها، باعتبارها مدخلاً لتنفيذ بنود صفقة القرن.
ودعا الى صياغة خطة دبلوماسية للتحرك في أوروبا وروسيا والصين، بهدف شرح الموقف الفلسطيني المستند على خيار حل الدولتين، وتفنيد الرؤية الإسرائيلية التي تروج إلى مغالطة رفض الفلسطينيين لوجود إسرائيل.
ودأب المنتدى الذي اضحى تقليدا سنويا على تناول قضايا ذات دلالة وأهمية سياسية بغية استخلاص التوصيات ووضعها على طاولة صانعي القرار مشددا رئيس الدائرة ان حل الدولتين هو أحد القضايا الجوهرية التي تشير تساؤلات كبيرة وملحة على راسها ان بات هذا الحل ممكنا التحقيق في ظل الطروف والتحديات والتعقيدات، الى جانب سؤال حول الخيارات البدلية فلسطينيا لا سيما وان حل الدولتين بات يشكل البرنامج المرحلي الفلسطيني منذ عام 1974.
وشدد مجدلاني على ان رفض حل الدولتين ومنع تحقيقه وغياب الحل السياسي يفرض التمسك بفلسطين التاريخية، داعيا سائر الكفاءات والفعاليات الاكاديمية والباحثين من خارج القوى السياسية أيضا في الانخراط في النقاش، لبلورة توجه وطني وراء عام والمشاركة في تقرير الموقف وتقديم الرؤى والتوصيات.