حزب (جبهة القوى الديمقراطية) المغربي يهنئ جبهة النضال الشعبي بالذكرى الـ 55 للانطلاقة 

 

الرباط : أبرق الدكتور المصطفى بنعلي الأمين العام لحزب (جبهة القوى الديمقراطية) المغربي، ببرقية تهنئة وجهها للدكتور أحمد مجدلاني، يهنئه من خلالها بمناسبة الذكرى الخامسة والخمسين لانطلاقة جبهة النضال الشعبي الفلسطيني. 

وفيما يلي نص البرقية : 

عناية فضيلة الدكتور أحمد مجدلاني، 

الأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني  

أحييكم تحية خاصة، وأنقل اليكم تحايا مناضلات ومناضلي حزب (جبهة القوى الديمقراطية) في بلدكم الثاني، المملكة المغربية. 

وبعد، فيسعدني، ويطيب لي، في غمرة تخليد الذكرى الخامسة والخمسين، لانطلاقة جبهة النضال الشعبي الفلسطيني، أن نتوجه اليكم، باسمي الخاص، ونيابة عن كافة مناضلات ومناضلي حزب جبهة القوى الديمقراطية، بأسمى آيات التهاني والتبريكات، وبصادق المشاعر وأطيب التمنيات، عرفاناً بالجهود الباسلة، التي تقدمون عليها، من أجل استرداد الشعب الفلسطيني لحقوقه الوطنية المشروعة. 

جهود، جسدت- بحق – أجمل معاني التضحية والوفاء، لقلوب محبة مطمئنة ، شغوفة بالإنجازات، ممتنة لخير العطاء، جعلت خدمة العب نصب عينيها، فسخّرت نفسها لخدمة قضيته العادلة، ووهبت فكرها وعطاءها، من أجل احقاق الوطن، وتقديم أرقى الخدمات لأبنائه، بعزم لا يعرف الكلل، وتفانٍ لا يشوبه الملل. 

واذ نفعل اليوم، الرفيق الأمين العام المحترم، فلكي نقف، واياكم، على المحبة والوفاء، وهو موقف تقدير واجب علينا، تنويهاً بما أثبتموه، وما أثبتته منظمتكم العتيدة، من نجاحات مميزة ولامعة، في سياستها الداخلية منها والخارجية، وما تحملونه، بين ثناياكم، من روح الجد والاخلاص، في مضمار العمل الدؤوب، مهنئين أنفسنا، بكم، وبأمثالكم، من المناضلين التقدميين الغيورين، الذين بصموا مسيرتهم بحب ووفاء كبيرين، وجهد وجهاد عظيمين، باذلين في محيط العطاء والنضال، خبراتهم وتجاربهم، ليجعلوا من القضية الفلسطينية قوة دافعة لنضالات صف اليسار التقدمي. 

هذه النضالات، الرفيق الأمين العام المحترم، الزاخرة بعلاقات ووشائج القوى الوطنية الديمقراطية التقدمية المغربية بنظيرتها الفلسطينية، بدءاً بمسارات الكفاح ومقاومة الاستعمار، مروراً ببناء وترسيخ الدولة الوطنية القومية، وصولاً الى استكمال وتقوية وصيانة الوحدة الوطنية، بما يستوجبه، كل ذلك، من وحدة الصف، بهدف ارساء اختيارات ودعائم النهضة التنموية المستدامة، في كنف الدولة الديمقراطية الاجتماعية، الحاضنة لكل قواها ومكوناتها. 

فضيلة الرفيق الأمين العام: 

عام تلو عام، تتسارع عجلة النضال، وفق رؤية طموحة، ونظرة استشرافية، تمضي بفلسطين نحو تحقيق المكتسبات، يداً بيد، قيادة وشعباً، تسابقون الزمن نحو مستقبل رائد، وحلم واعد للشعب الفلسطيني. 

عام تلو عام، يتجسد الاعتزاز بالجذور الراسخة، والارتباط الوثيق بين اخواننا الفلسطينيين والقادة، وما أرسوه من وحدة وتلاحم، مما يؤكد حرص (جبهة النضال الشعبي الفلسطيني) - وهي تحتفي بتأسيسها – على استذكار تاريخ الدولة الفلسطينية، وابراز عمقها التاريخي والحضاري. 

وعمل مثل هذا، ستجني فلسطين، لا محالة، ثماره، تطوراً ونماء ورخاء، في سباق للتطلعات بالمبادرات، وتحقيق الآمال بالأعمال، وفي امتداد لمسيرة الشعب الفلسطيني، وبناء وطن المجد والشموخ، بسواعد وتضحيات هذه الحركة النضالية والوطنية المتميزة، وهي التي لا ترضى سوى بأن تكون ضمن القوى الوطنية الفلسطينية، على درب النضال من أجل تحقيق التطلعات المنشودة. 

عام تلو عام، يكبر هذا الاحتفال، ليذكرنا، جميعاً، بما يجمع الشعبين الفلسطيني والمغربي من روابط التعاون والتضامن والنضال، من أجل تحقيق الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وبما يعزز ويقوي شروط التكامل في كنف المنتظم العربي، بجناحيه الشرق أوسطي والمغاربي الشمال افريقي، كفضاء آمن، ناهض وواعد بالرخاء والتقدم. 

الرفيق الأمين العام: 

اذ أجدد لكم، مرة أخرى، تهاني الخالصة بمناسبة ذكرى التأسيس، فلكي أعرب لكم، وعبركم الى كافة الأخوات والاخوة، الرفيقات والرفاق في جبهة النضال الشعبي الفلسطيني، عن اعتزازي بالعلاقات الأخوية الوثيقة، التي تجمع بين المملكة المغربية ودولة فلسطين الأبيّة، وبما تشهده علاقات التعاون القائمة بينهما، من تطور متنام، والتي سنحرص، سوياً، كحساسيات وتعبيرات مجتمعية، على مواصلة توطيدها، وتوسيع مجالاتها، بما يعود بالنفع العميم على شعبينا الشقيقين. 

ولن نزيد اليوم أكثر من الاصرار، على نفس الوعد، والسير بخطى ثابتة، لتحقيق الآمال والطموحات، وحماية المكتسبات، بل وتعزيزها، مؤكدين لكم، مضي حزب (جبهة القوى الديمقراطية) بجميع هياكله، في اتباع سياسته المتزنة، بالتعاون والتفاعل مع كافة الاخوة الأشقاء الفلسطينيين، انفاذاً لتطلعات وتوجيهات الوطن الفلسطيني المكلوم، معرباً لكم – في الوقت ذاته – عن عرفاني بالثقة الغالية التي غمرتمونا بها، مما جعلنا أكثر ما نكون، ممتنين، بأواصر هذه المودة، وبوشائج تلكم الأخوة الصادقة، مشيدين بما سيطبع علاقاتنا – في القادم من الأيام – من توافق وانسجام تامين، بخصوص مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك، ومن طموح قوي للارتقاء بمسار التعاون، الذي سينسج بيننا، الى أعلى المدارج. 

اننا، الرفيق الأمين العام المحترم، ونحن كذلك نحيي الذكرى الخامسة والعشرين لانبثاقنا من رحم الشعب المغربي، لنهنأ أنفسنا بالتعاون معكم، بما يؤكد مسارنا، وعزمنا المتجدد لبناء وتطوير علاقاتنا وصداقتنا، مع الكثير من الهيئات السياسية والحزبية والنقابية والمدنية والحقوقية، في مختلف مناطق العالم، سعياً لتطوير أواصر التعاون، والتبادل المثري للتجارب الانسانية، بما يترجم قناعات مؤتمرنا الوطني السادس، الذي التئم، قبل أسابيع، أيام 25 و26 و 27 مارس 2022، بمدينة العيون، تحت شعار : (معاً لبناء الدولة الاجتماعية وتعضيد مساعي المغرب للسلم وتضامن الشعوب) . 

اننا في حزب جبهة القوى الديمقراطية، باعتباره فصيلاً أصيلاً ومجدداً ضمن أسرة اليسار المغربي، اذ نعتز بما تحقق تاريخياً من مكتسبات، عبر تواتر ملاحم النضال الجماهيري لفصيلكم، نستحضر، بكثير من الفخر والاعتزاز، المحطات النضالية البارزة، والتظاهرات الشعبية المليونية الكبرى للشعب المغربي، بقواه الحية، التي كانت ولا تزال وستظل حاضرة وملتزمة بنصرة كل القضايا المشروعة، بنهجها الدائم، في احترام سيادة ووحدة الدول والشعوب، وتوقير قيمها وخصوصياتها الثقافية والحضارية، ومصالحها الوطنية العليا. 

وختاماً، مع شعوري بثقل الأمانة الملقاة على عاتقنا، فاني أسأل الله تعالى أن يمدنا، بعونه وتوفيقه لتأدية هذه الأمانة على الوجه الذي يرضيه، وأن يأخذ بأيدينا جميعاً، ويوفقنا لنصرة قضايانا العادلة، التي، لا شك أنها لن تكون، سوى قضايانا المشتركة، بل ومصدر عزنا وفخرنا، وأن يحقق لنا ما نحلم به، وما نطمح اليه، انه خير ناصر وخير معين. 

دمتم، الرفيق الأمين العام، للنضال رفعة، وللشعب الفلسطيني الهاماً ومفخرة، والسلام عليكم. 

 

 

 

نداء الوطن