فرانكفورت – 21 أبريل 2025
شهدت مدينة فرانكفورت الألمانية مظاهرة حاشدة دعت إليها تعاونية السلام، ضمن الفعالية السنوية التي تنظمها حركة السلام في ألمانيا ضد التسلّح ومن أجل السلام في العالم. المظاهرة التي اكتست بأعلام فلسطين، تحوّلت هذا العام إلى منصة صلبة للتضامن مع الشعب الفلسطيني، في ظل ما يتعرض له من عدوان متواصل، لاسيما في قطاع غزة.
وكان من أبرز المشاركين في الفعالية الدكتور جورج رشماوي، ممثل الجالية الفلسطينية في ألمانيا، الذي ألقى كلمة مؤثرة نالت تفاعلًا واسعًا من الحاضرين الذين بلغ عددهم، وفق تقديرات الشرطة الألمانية، نحو ٣٥٠٠ شخص، بينهم صحفيون، ونشطاء سلام، وأعضاء في البرلمان الألماني عن حزب اليسار.
افتتح الدكتور رشماوي كلمته بالتعبير عن تضامنه مع شعارات الحركة الداعية إلى "وقف الحروب"، و"نعم لوقف التسلّح"، قائلاً:
"ما أحوجنا نحن شعب فلسطين إلى السلام. ما يحدث في غزة ليس دفاعًا عن النفس كما تدّعي إسرائيل، بل هو تدمير ممنهج، وقتل وتجويع للشعب الفلسطيني، يرتكبه مجرم الحرب بنيامين نتنياهو، المطلوب لمحكمة العدل الدولية، والمُلاحق قضائيًا في إسرائيل بتهم الفساد والرشوة."
وأكد رشماوي أن عدد الشهداء الفلسطينيين في غزة تجاوز ٥٠ ألفًا، وهناك ما لا يقل عن ١٠ آلاف مفقود، بالإضافة إلى ٤٣٥٣ طفلًا بُترت أطرافهم، في وقتٍ لم تدخل فيه أي مساعدات غذائية أو طبية أو وقود إلى القطاع منذ أكثر من ٥٠ يومًا.
وأوضح أن الهجوم الإسرائيلي لا يقتصر على غزة، بل يمتد إلى الضفة الغربية، حيث تم تهجير أكثر من ٤٥ ألف فلسطيني، وقتل أكثر من ٦٠٠ مدني، منذ وقف إطلاق النار المؤقت في ١٩ يناير ٢٠٢٥.
وأضاف رشماوي:
"ما نشهده هو محاولة منهجية لفرض السيطرة الإسرائيلية الكاملة على الضفة الغربية، في مخالفة صارخة لقرارات الشرعية الدولية التي تؤكد أن هذه الأراضي محتلة منذ عام 1967."
وتابع قائلًا:
"نطالب بدولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس، مع ضمان حق العودة لأكثر من ٦.٥ مليون لاجئ فلسطيني إلى ديارهم التي هجّروا منها عام 1948. هذه مطالب شرعية، ومتماشية مع القانون الدولي."
وفي سياق حديثه، أشار رشماوي إلى الخطوات الإسرائيلية التصعيدية، من ضمنها إغلاق مقر وكالة الأونروا في القدس في 1 فبراير 2025، وقطع الولايات المتحدة، بقيادة ترامب سابقًا، الدعم المالي البالغ ١٢٠ مليون دولار عن الوكالة الأممية.
كما دعا الدكتور رشماوي الحكومة الألمانية إلى مراجعة موقفها من تصدير الأسلحة لإسرائيل، موضحًا أن **٩٠٪ من الأسلحة التي تُستخدم ضد الفلسطينيين تأتي من الولايات المتحدة وألمانيا، وتساهم برلين وحدها في ٣٠٪ منها.
واختتم كلمته بهتاف صريح:
"الحرية لفلسطين... عاش التضامن الأممي"، وسط هتافات متكررة من الحشود دعماً لفلسطين.
وشهدت المظاهرة تغطية إعلامية واسعة من وسائل الإعلام الألمانية، حيث أُجريت عدة مقابلات صحفية وتلفزيونية مع الدكتور رشماوي، سلّطت الضوء على المأساة الفلسطينية من قلب مظاهرة ألمانية تنادي بالسلام.