الاحتلال يطرد عائلة مقدسية من منزلها في حي الشيخ جراح

 

اقتحمت قوات الاحتلال برفقة طواقم بلدية الاحتلال، قبل قليل، عقار عائلة صالحية في حي الشيخ جراح في مدينة القدس، لتنفيذ قرار "الاخلاء".

وأوضح محمود صالحية أن قوات الاحتلال بأعداد كبيرة وطواقم البلدية، اقتحموا عقاره بعد محاصرته بالكامل، وشرعوا بعملية الاخلاء.

ويتألف عقار صالحية من منزلين ومنشأة تجارية وقطعة أرض، ويأتي ذلك بعد 23 عاما خاضتها العائلة في المحاكم لحماية عقارها، الا أن البلدية صادرتها بحجة المنفعة العامة.

ويبعد عقار عائلة صالحية عدة أمتار عن فندق شبرد الذي هدم عام 2011 وبني على أنقاضه 28 وحدة استيطانية ويتم العمل هذه الأيام على توسيع عدد الوحدات الاستيطانية فيه، وإضافة الى مخطط لجمعية عطيرت كوهنيم الاستيطانية لتحويل قصر المفتي البالغة مساحته 500 مترا الى كنيس، وأرض يجري مساحتها 25 دونما "كرم المفتي" يجري تحويلها لحديقة عامة.

محمود صالحية يرفض إخلاء منزله ويهدد بتفجيره

ورفض صاحب المنزل المقدسي محمود صالحية، الخروج من المنزل، وهدد بتفجير المنزل بأسطوانات الغاز والبنزين، قائلا "لماذا يطردوننا من منازلنا وتسلم للمستوطنين، ولماذا يصادرون أراضينا ويتذرعون ببناء المدارس، هي مدارس توراتية ومراكز استيطانية، لن أخرج من منزلي..".

وكانت سلطات الاحتلال الإسرائيلي أصدرت منتصف كانون الأول/ديسمبر الماضي، قرارا يقضي بإخلاء أرض للعائلة بمساحة 6 دونمات تضم منزلا ومشتلا، وسلمت صالحية مهلة لتنفيذ قرار إخلاء أرضه المبني عليها منزله، حتى الـ25 من شهر كانون ثاني/ يناير.

يقول صالحية إنه يواجه بلدية الاحتلال وما يسمى "حارس أملاك الغائبين" بمحاكم الاحتلال منذ 23 عاما، لم تستطع خلال هذه السنوات مصادرة أرضه بأي شكل كان.

وأضاف أنه في السنة الأخيرة أصدرت قوات الاحتلال قرارا بمصادرة الأرض تحت بند "المنفعة العامة" لبناء مدارس، مؤكدا أن هذ القرار جائر وبمثابة جريمة حرب وتطهير عرقي.

ويفند مزاعم الاحتلال بشأن بناء مدارس لـ"المنفعة العامة"، ففي الوقت ذاته تتواجد في البلدة القديمة 17 مدرسة يضيق على أغلبها وأغلق عدد منها، مشددا على أن ما يحدث إنما هو خطة استيطانية جديدة لأراضي حي الشيخ جراح.

ولفت إلى أن فريقا قانونيا قد رفع دعوى باسم أفراد عائلة صالحية من سكان المنزل والبالغ عددهم أكثر من 40 فردا، رفضا لقرار المصادرة، إلا أن محاكم الاحتلال رفضتها.

وقال إن ثلاث عائلات تسكن في منزله المبني على هذه الأرض، فيما يستفيد من الأرض ثماني عائلات، وسيؤثر قرار الإخلاء على دخل أكثر من 22 عائلة، وأضاف "17 شخصا نسكن المنزل، أنا وأطفالي الخمسة، وشقيقتي وأطفالها الأربعة، ووالدتي".

وقال صالحية "جئنا إلى هنا بعد أن تهجرنا عام 1948 من بلدة عين كارم.. في البداية كنا نعيش في أرض كرم المفتي البالغة مساحتها 30 دونما، ثم صادرتها سلطات الاحتلال".

وبين أن قوات عرضت عليه التمديد لمدة 8 أشهر لإقناعه بالتوقيع على ورقة يُصبح بموجبها مستأجرا للمنزل لكنه رفض، وأكد المواطن المقدسي ثباته وصموده في الأرض رغم كل التضييقات، مرددا "لن أخرج من منزلي سوى إلى القبر، تهجرت مرة ولن أتهجر مرةً أخرى، ولن أوقع على أي ورقة يعرضها الاحتلال".

وشدد على أن كل الوعود من سلطات الاحتلال إنما هي كذب على المقدسيين ولا عهد لهم، وقرارهم هو تهجير لحي الشيخ جراح ثم تهجير لكل أهل القدس بعد ذلك.

 

 

نداء الوطن