من المقرر ان يجري الجيش الإسرائيلي نهاية الشهر الجاري، مناورات عسكرية تحاكي هجوما واسعا على إيران، وعلى حلفائها وبخاصة في لبنان. كما أنّ "خيار" اغتيال قائد حركة "حماس" في غزة، يحيى السنوار، وقائد هيئة أركان كتائب عز الدين القسام، محمد الضيف؛ "ما يزال قائما"، بالنسبة للجيش، بحسب ما أوردت هيئة البث الإسرائيلية العامة ("كان 11")، مساء اليوم، الثلاثاء. في المقابل، أفاد تقرير إسرائيليّ بأن المناورات المذكورة ستشهد مشاركة أميركية.
ويأتي ذلك فيما يتوجه وزير الأمن الإسرائيليّ، بيني غانتس، إلى الولايات المتحدة، الليلة، ليلتقي الأربعاء في واشنطن، وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، و مستشار الأمن القومي الأميركيّ، جيك سوليفان.
وفي وقت سابق الثلاثاء، ادعى غانتس أن إيران تبذل في هذه الأثناء جهدا من أجل استكمال وإنتاج 1000 جهاز طرد مركزي متطور من طراز IR6 في موقع تحت الأرض وقريب من نطنز. وقال في كلمة ألقاها في جامعة "رايخمان" في هرتسيليا، إن "أحد الدروس من الحرب في أوكرانيا هو أنه من الصواب ممارسة القوة الاقتصادية، السياسية إذا احتاج الأمر القوة العسكرية أيضا، مسبقا بقدر الإمكان، وربما يمكن منع حرب بهذه الطريقة".
وأضاف أن "هذا الأمر ينطبق أيضا على الوضع الذي نتواجد فيه مقابل إيران. وبالإمكان تقليص ثمن هذه الحرب المستقبلية المحتملة من خلال ممارسة ضغوط متعددة الأبعاد، من جانب العالم كله، ومن خلال تعاون إقليمي ودولي واسع. وأثمان مواجهة التحدي الإيراني في الأبعاد العالمية والإقليمية اليوم أعلى مما كانت عليه قبل سنة وأقل مما ستكون بعد سنة".
وقال الجيش الإسرائيلي إنه يكثف استعداداته لشن هجوم محتمل على إيران، فيما أوضحت القناة أن ذلك يأتي "على خلفية الجمود في المحادثات النووية بين إيران والقوى العظمى"، وعلى هامش التدريبات العسكرية الإسرائيلية المسمّاة بـ"عربات النار"، والتي بدأت الأسبوع الماضي، ومن المقرر أن تستمر نحو شهر كامل، و"تحاكي حربًا على جميع الساحات والجبهات"، والتي شتمل تدريبا لمحاكاة هجوم جوي إسرائيليّ مكثف في إيران.
وأوضح الجيش أن لديه حاليًا عدة خطط لشن هجوم في إيران، لكن وفقا لهيئة البث، فإنّ "كبار المسؤولين (الإسرائيليين) يقدّرون بأن الجيش يحتاج إلى عام على الأقل لاستكمال الاستعدادات لخطة أساسية، ووقتًا أطول لاستكمال الاستعدادات للخطة الأفضل".
ووفق هيئة البثّ، فإنه يُتوقَّع أن تُجرى المناورات الواسعة المذكورة، خلال الأسبوع الرابع من التدريبات التي ستُقام في الفترة الممتدة بين 29 أيّار/ مايو والثاني من حزيران/ يونيو.
وتضمّ التدريبات قوات من فرقتيْن من المظليين، واللتيين تحاكيان اجتياحا أرضيًا عميقًا في لبنان. ولفتت الهيئة إلى أنه "تمّ تجنيد عشرات الآلاف من جنود الاحتياط لهذه التدريبات".
وأوضحت أن "معظم التدريبات تجري في الشمال، بما في ذلك منطقة وادي عارة وأم الفحم"، مشددة أن الجيش "لا ينوي تغيير مخطط التمرين رغم معارضة رؤساء السلطات العربية".
فيما ذكر المراسل العسكري لموقع "معاريف"، طال ليف رام، عبر تغريدة نشرها في "تويتر" في وقت لاحق، أنّ " مخطط التدريب في وادي عارة سيتغير. لم يتم اتخاذ قرار نهائي بعد ولكن هذا هو الاتجاه بعد المناقشات التي عقدت اليوم"، ليتبعها بتغريدة أخرى جاء فيها: "أوصت الجهات المعنية على مختلف المستويات في الجيش بتغيير المخطط، رهنا بالإعلان النهائي عن موافقة رئيس الأركان (أفيف كوخافي) على تغيير المخطط".
وبعيد ذلك، قال "واينت"، الموقع الإخباريّ لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، إن الجيش "قرر تغيير مخطط التدريب الحربي الكبير ’عربات النار’"، مضيفا: "ولن تدخل القوات أم الفحم، لكنها ستعمل فقط في المناطق المفتوحة".
ولفت "واينت" إلى أن القرار جاء "بناءً على طلب رئيس البلدية (بلدية أم الفحم) سمير صبحي محاميد، والذي كتب في رسالة بعث بها إلى وزير الأمن، بيني غانتس: ’أنا وبلديّة المدينة، وسكان المدينة، نعارض بشدة هذه التدريبات، فانتقال ناقلات الجنود المدرعة في المدينة ومحاكاة احتلال ’حزب الله’ ضربة قاسية لمشاعر سكان المدينة".
ووفق الهيئة، فإنّه "بحسب معلومات في حوزة إسرائيل، فإن المشروع النووي الإيراني مستمر، وإن بوتيرة معتدلة نسبيا"، موضحة أن التقديرات الإسرائيلية، تشير إلى أنه "لدى إيران اليوم مادة مخصبة بدرجة منخفضة تكفي لقنبلتين نوويتين، و(يورانيوم) مخصّب بنسبة 60% لقنبلة واحدة".