يبدو أن الوضع في إثيوبيا وصل إلى مرحلة الانهيار بعد اقتراب قوات جبهة تيجراي من العاصمة أديس أبابا، فيما زعم رئيس الوزراء أبي أحمد أنه سينضم إلى المقاتلين.
وكررت الولايات المتحدة نداءها لمواطنيها الموجودين في إثيوبيا، وطلبت منهم، أمس، مغادرة البلد الإفريقي المضطرب "في أسرع وقت ممكن".
وأعلنت الأمم المتحدة، اليوم الثلاثاء، عن إجلاء عائلات موظفيها الدوليين من إثيوبيا، وذلك بعد اقتراب جبهة تيجراي من العاصمة أديس أبابا.
إجلاء فوري
وطلبت تعليمات أمنية داخلية للأمم المتحدة من الهيئة أن "تنظم عملية الإجلاء وتحرص على أن يغادر جميع أفراد عائلات الموظفين الدوليين ممن يحق لهم ذلك، إثيوبيا في موعد أقصاه 25 نوفمبر 2021".
على مشارف العاصمة
وقالت جبهة تحرير تيجراي، إنها سيطرت على منطقة "دبر برهان" على بعد 130 كلم من العاصمة الإثيوبية، وبلدة شيوا روبت، على بعد 220 كيلومترًا فقط شمالي شرق العاصمة عن طريق البر.
ودعت فرنسا، اليوم الثلاثاء، رعاياها في إثيوبيا إلى مغادرة إثيوبيا "في أقرب وقت"، نظرا للظروف الأمنية التي تشهدها البلاد.
وقالت السفارة الفرنسية في أديس أبابا في رسالة إلكترونية بعثتها إلى رعايا فرنسيين: "جميع الرعايا الفرنسيين مدعوون رسميا لمغادرة البلد في أقرب وقت".
واتخذت عدة دول خطوة شبيهة لفرنسا بعد الأوضاع الأمنية التي تشهدها إثيوبيا في الفترة الأخيرة، منها أمريكا وبريطانيا وألمانيا.
وأعلنت الحكومة الإثيوبية حالة الطوارئ على مستوى البلاد قبل عدة أيام، وحثت سكان العاصمة على الدفاع عن مناطقهم.
تشريد الملايين
وأسفرت الحرب التي اندلعت في 4 نوفمبر 2020 في إقليم تيجراي بين القوات الحكومية وجبهة تحرير شعب تيجراي عن مقتل الآلاف وتشريد أكثر من مليوني شخص.
وفى وقت سابق، حذر الاتحاد الإفريقي من أن النزاع في إثيوبيا من شأنه تقويض الاتحاد والقارة، وأدان الرئيس الدوري للاتحاد الإفريقي الرئيس الكونغولي فيليكس تشيسكيدي في رسالة نقلها وزير خارجيته كريستوف لوتندولا إلى نظيره الإثيوبي دمقي مكونن، استخدام القوة في الصراع الدائر.
مجاعة على الأبواب
ووفقًا للأمم المتحدة، فإن الحرب قتلت الآلاف ودفعت مئات الآلاف إلى حالة تشبه المجاعة، وأوائل نوفمبر الجاري، أعلنت حكومة أبي حالة الطوارئ لمدة ستة أشهر.
ودفعت المخاوف من تقدم جبهة تحرير تيجراي في العاصمة، العديد من البلدان، بما في ذلك الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، لسحب الموظفين الدبلوماسيين غير الأساسيين، كما تحث هذه الدول مواطنيها على مغادرة إثيوبيا، بينما لا تزال الرحلات التجارية متاحة.
اعتقال على الهوية
كانت صحيفة نيويورك تايمز، كشفت الأسبوع الماضي، عن شن الحكومة الإثيوبية حملة اعتقال واسعة النطاق على أساس الهوية، ضد الإثيوبيين المتحدرين من أصول تيجراي، محذرة من أن تلك الحملة تهدد بتفكيك ثاني أكبر دولة إفريقية من حيث عدد السكان.
وقالت الصحيفة في تقرير لها، إن الشرطة الإثيوبية اعتقلت واحتجزت آلاف الإثيوبيين المتحدرين من أصول تيغراي، في العاصمة أديس أبابا وخارجها في الأسابيع الأخيرة، مشيرة إلى أنه تم استهدافهم بناءً على مزيج من التلميحات: ألقابهم، والتفاصيل المدرجة في بطاقات الهوية ورخص القيادة، وحتى الطريقة التي يتحدثون بها الأمهرية (اللغة الوطنية لإثيوبيا).
وأشارت إلى أن حملة الاعتقالات، استهدفت أيضًا أفراد بعض الجماعات العرقية الأخرى، أشخاصًا في مدن في جميع أنحاء البلاد، وفقًا لمعلومات قدمتها الشرطة وجماعات حقوقية وأحزاب معارضة، مؤكدة اعتقال ما لا يقل عن 10 من موظفي الأمم المتحدة و34 سائقًا متعاقدًا من الباطن.
الحملات لم تقتصر على الشباب والفتيات، بل امتدت للأمهات مع أطفال وكبار السن، وفقًا لمدافعين عن حقوق الإنسان ومقابلات مع ما يقرب من عشرة أفراد من عائلات وأصدقاء المحتجزين.
وقالت الصحيفة، إنه تم احتجازهم من الشوارع، ومن منازلهم وحتى في أماكن العمل -بما في ذلك البنوك والمدارس ومراكز التسوق- واقتيدوا إلى زنازين مكتظة في مراكز الشرطة ومراكز الاحتجاز.
تنحي آبي أحمد "الحل"
وتعيش إثيوبيا على وقع اضطرابات سياسية، حيث اندلع القتال قبل عام بين الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي، التي كانت تهيمن على الحياة السياسية في إثيوبيا، وبين قوات الحكومة الاتحادية.
وتتهم الجبهة الحكومة بمحاولة ممارسة مركزية السلطة على حساب الأقاليم الإثيوبية، فيما تتهم الحكومة الجبهة بالسعي لاستعادة هيمنتها على البلاد.
ورغم أن القوات الحكومية حققت تقدما في بداية النزاع، فإن الأمور انقلبت لصالح مسلحي جبهة تحرير تيغراي في الأشهر الأخيرة، حيث يتقدمون حاليا صوب العاصمة أديس أبابا.
وتريد جبهة تحرير تيجراي تنحي رئيس الوزراء آبي أحمد من الحكومة، والسماح بمرور المساعدات الإنسانية إلى الإقليم الشمالي.