يوافق اليوم الأول من أكتوبر/تشرين الأول ذكرى مجزرة "حمام الشط" جنوب العاصمة التونسية التي ارتكبها طيران الاحتلال الإسرائيلي عام 1985م، واستهدف خلال مقرّات لمنظمة التحرير الفلسطينية.
وشّنت طائرات الاحتلال غارات مفاجئة ومكثّفة على مقار للمنظمة في المربع الأمني الواقع في ضاحية "حمام الشط" جنوبي تونس العاصمة؛ ما أسفر عن استشهاد 50 فلسطينيًا و18 تونسيًا وجرح 100 آخرين، كما خلّفت خسائر مادية قُدرت بـ8.5 مليون دولار.
وخلال أقل من عشرة دقائق، نسفت الطائرات الإسرائيلية مكتب الرئيس الراحل ياسر عرفات، وبيته الخاص، ومقر القوة 17 الحرس الرئاسي، والإدارة العسكرية التي تحتفظ بأرشيف مقاتلي الثورة الفلسطينية، والإدارة المالية وبعض بيوت مرافقي أبو عمار والموظفين في مؤسسات المنظمة.
وكانت مخابرات الاحتلال قد حصلت على معلومات تفيد بأنّ قيادة منظمة التحرير الفلسطينية ستعقد اجتماعًا كبيرًا ومهمًا في مربعها الأمني في "حمام الشط"، إلّا أنّ الاجتماع تأجّل لعدم قدرة عدد من كبار ضباط المنظمة من الوصول إلى تونس في الموعد المحدّد.
وبرغم علم جهاز "الموساد" الإسرائيلي بتأجيل موعد الاجتماع إلّا أنّ الطيران الإسرائيلي نفّذ غاراته، وأطلق وابلًا من الصواريخ صوب الأهداف المحدّدة سلفًا، والتي كان من بينها مقرّ ياسر عرفات ومكتبه.
وبعد ساعات من إذاعة الاحتلال نبأ مقتل عرفات وعدد كبير من قادة منظمة التحرير، خرج "أبو عمار" ووقف أمام وسائل الإعلام العالمية فوق ركام المباني المدمّرة لينفي الادّعاء الإسرائيلي بمقتله ويؤكّد أنّه ما زال على قيد الحياة، متوعّدا "إسرائيل" بـ"ردّ قاسٍ" على هجومها المدمّر.
وتعدّ هذه المجزرة واحدة من أكبر المحاولات الإسرائيلية لاغتيال هذا العدد الكبير من قادة منظمة التحرير وعلى رأسهم الرئيس الراحل ياسر عرفات.