د. عبدالرحيم جاموس يكتب : الانحياز الغربي للعدوان على قطاع غزة ...!

الإنحياز الغربي للعدوان على قطاع غزة ...!
 
د. عبدالرحيم جاموس
 
 
من هو المتكلم المتكلس ،هو ذلك المتحدث او الكاتب او الراوي للأحداث الذي لا تهزه التضحيات الجسام كما لا تحرك مشاعره الإنتصارات ، ولا يربط تلك التضحيات والإنتصارات بأهداف وغايات واضحة وفق رؤية سياسية ناضجة و واضحة تثمر هذة التضحيات والإنجازات لحساب أهلها وشعبها ويتركها في مهب الريح للتجارة والمزاودة بها وبيعها في سوق التنابزات والإستقطابات السياسية الإقليمية والدولية من هذا المحور او ذاك ، إن ذلك يمثل هدرا لكل الطاقات والتضحايات بما فيها من آمال وانجازات ، فلا احد يخوض الحرب لأجل الحرب خاصة من الشعوب المحتلة والمستعمرة بل ويقدم فيها أغلى مايملك ويضحي بلا حدود ، إنما ذلك من أجل اهداف وغايات سامية يتصدرها حماية الوطن والموطن وتحرير الوطن والمواطن واستعادة حقوق مسلوبة او مغتصبة ، واستعادة الحرية والكرامة المهدورة او المصادرة ، ..
ان شعب فلسطين يخوض صراعه مع الإمبريالية العالمية والصهيونية والنازية الجديدة المتمثلة بالكيان الصهيوني وقوى الغرب الفاشي المتحالفة معه والذي بات يعلن دعمه اللا محدود له في ارتكاب جرائم حربه وارهابه في حق الشعب الفلسطيني كما تجلى في عدوانه المستمر على الشعب الفلسطيني وخاصة في قطاع غزة لليوم العشرين ، لقد انجلت كل المواقف التي كانت تمارس النفاق السياسي على مدى خمسة وسبعين عاما مضت من الصراع والعدوان دون ان يتوقف هذا النفاق السياسي الغربي والمنحاز والمتكلس والفاقد لأي شعور إنساني ضد مصالح الشعب الفلسطيني واستباحة حقوقه الاساسية الإنسانية والسياسية والقانونية ، في العيش بحرية وكرامة في وطنه وانهاء الإحتلال الإسرائيلي والإستيطان وازالة الجدار كل هذا وذاك من انتهاك لحقوقه الإنسانية الأساسية في ابسط اشكالها ، لقد باتت قوى الغرب الإمبريالي والفاشي هي الحامية وهي الصانعة اصلا لكيان المستعمرة الإسرائيلية والضامنة لها و لإستمرارها واستمرار اجرامها وارهابها للشعب الفلسطيني ، دون خجل او جل لما فيه من تحقيق لمصالحها الإستعمارية .
إن صمود ونضال الشعب الفلسطيني في الوطن وفي الشتات ليس صمودا او نضالا عبثيا ...
وانما هو كفاح مستمر ومتواصل ومشروع من اجل غاياته واهدافه الوطنية والمشروعة والتي يقرها له القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية والمتمثلة في حق العودة الى وطنه ومدنه وقراه التي هجر منها سنة ١٩٤٨ م اثر حرب التطهير العرقي الذي مارستها العصابات الصهيونية في حقه بدعم من قوى الإستعمار والإمبريالية العالمية ومن اجل الحرية والمساواة والإستقلال وتقرير المصير في دولة مستقلة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس ٠
ان العدوان اليوم على قطاع غزة خاصة وفلسطين عامة والعدوان الإسرائيلي المستمر يهدف الى تقويض نضال الشعب الفلسطيني وتقويض حقوقه الوطنية والقومية المشروعة في وطنه فلسطين وتصفية قضيته العادلة، عبر استمرار سياسات القتل والتطهير العرقي والحصار والتجويع والتهجير الممنهجة والتي تمارسها و تنفذها حكومة المستعمره بدعم من القوى الغربية وعلى رأسها اميركا وإنجلترا والمانيا وفرتسا وبقية حكومات أوروبا صانعة النكبة الفلسطينية والمتآمرة على حقوق الشعب الفلسطيني الأساسية في العيش بحرية وكرامة ومساواة في وطنه ..
ان الغرب الإستعماري لازال يكيل بمكيالين ويوفر كل اشكال الدعم للعدوان الإسرائيلي الذي تجاوز كافة الحدود والمعايير القانونية والاخلاقية .. ولا يحركه استهداف المدنيين الفلسطينيين من أطفال ونساء وكبار سن ومدنيين وتدمير مساكنهم فوق رؤوسهم وتدمير كل مقومات الحياة وسبل العيش الكريم لهم و لكل من يعيش اليوم في قطاع غزة مهددا حياتهم ومعرضها للخطر المحقق للجميع في مناطق العدوان لقد فاق عدد الضحايا كل تصور اكثر من سبعة آلاف شهيد وامثر من عشرات الوف الجرحى ومئات الوف المشردين من منازلهم المدمرة والهائمين على وجوههم تحت القصف ...فمن لم يمت بغارات العدوان الإسرائيلي وتحت الردم .... عليه ان يموت اما عطشا اوجوعا اومرضا ، فلا يوجد أي ضمير عند هذا الغرب المتوحش والمتكلس وحكوماته الفاشية لوقف هذا العدوان الهمجي وتردعه عن مواصلة غيه واستهدافاته الخبيثة ، رغم كل المناشدات الدولية والإنسانية والمظاهرات الشعبية والسلمية التي خرجت في مختلف العواصم الغربية المطالبه بوقف العدوان على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وبقية أراضي فلسطين المحتلة والمطالبه بحرية فلسطين وشعبها والمنددة بالعدوان الإسرائيلي الذي تجاوز كافة الحدود وكافة قواعد القانون الدولي الإنساني وكافة قواعد قوانين الحرب فيما يتعلق بتوفير الحماية للمدنيين وقت الحرب.
رغم ارتفاع عدد شهداء وضحايا العدوان الإسرائيلي ، سيبقى الشعب الفلسطيني صامدا في وطنه ومكافحا من أجل استعادة حقوقه ولن يثنيه هذا الإرهاب والإجرام والعدوان ولا الإنحياز الغربي الأعمى لصالح العدوان والإرهاب حتى يحقق اهدافه الوطنية والإنسانية المشروعة غير القابلة للتصرف .
د. عبدالرحيم جاموس
الرياض
26/10/2023 م

 

نداء الوطن