د عبد الرحيم جاموس يكتب : لا يخدعنكم أحد بقرب نهاية العدوان ..!

لا يخدعنكم أحد بقرب نهاية العدوان ..!
بقلم د. عبدالرحيم جاموس
مايتعرض إليه شعبنا في غزة هو عدوان سافر وحرب إبادة وتطهير عرقي ، لا تفرق بين طفل وشيخ ورجل وامرأة وجامع او كنيسة ومستشفى ومخبز ومدرسة وجامعة فكل حيٍ او حياة في قطاع غزة باتت مستهدف في هذة الجريمة المنظمة التي ينفذها كيان الإحتلال .
متى تتوقف هذة الجريمة وهذا السيل المتدفق من الدماء الزكية والدمار الشامل الذي لم يستثنى بناء او مصنعا او متجرا او مزرعة ، لم تشهد الحروب عبر التاريخ مثيلا له ، لقد تبلدَّ ضمير العالم ودخلَّ في سبات عميق تاركا لآلة الحرب الصهيوامريكية تفعل فعلها بما توفرت عليه من أدوات ووسائل القتل والتدمير والخراب وتحت ذرائع ومبررات ومسميات واهية لا تمشي سوى على البلهاء والدهماء من البشر ..
يجب أن يتوقف هذا المسلسل الإجرامي الذي يمثل سُبَةً على جبين الإنسانية ، لن يمحوه التاريخ ما لم يعاقب مقترفي ومخططي ومرتكبي هذة الجريمة المنظمة المدبره والمخطط لها منذ زمن طويل للقضاء على الإنسان الفلسطيني لا لشيء سوى أنه فلسطيني يقيم في وطنه والذي لا وطن له سواه ، لدفعه الى تركه وهجره وإلا قتله وفنائه ودفنه تحت الركام والتراب ، كي يهنأ الكيان الإستيطاني العنصري الإحلالي ويبتلع فلسطين كاملة ، بل وما بعد فلسطين حسب ما يعلن حكامه ومتطرفيه جهارا دون مواربة.
فهل ندرك خطورة ما يجري من عدوان سافر وهمجي على قطاعنا الحبيب وما يخطط له لبقية الشعب الفلسطيني في الضفة والقدس وفي الأرض المحتلة عام 1948 م ، نعم جميع الوجود الإنساني العربي الفلسطيني على أرض فلسطين مستهدف بالقتل او التهجير وفق هذه السياسات والمخططات ، هذا فقط ما تتوفر عليه جعبة السياسة الصهيو امريكية ازاء الشعب الفلسطيني وحقوقه وقضيته ، ولا شيء غير ذلك .
على الفلسطينيين أولا والعرب ثانية والعالم اجمع ثالثا ادراك هذه الخطط والسياسات و الحقائق الماثلة على أرض الواقع اليوم في قطاع غزة وفي كل فلسطين ، يجب عدم الإنخداع بتصريح من هنا أو هناك من هذا المسؤول او ذاك وخاصة الأمريكيون ..
إن هذا الوضع الكارثي والإنساني المتفاقم يوما بعد يوم في قطاع غزة لن يقود سوى إلى مزيد من القتل والدمار والخراب ولن يجلب الأمن ولا السلام ولا الإستقرار لكيان المستعمرة الصهيوامريكية ، ذلك ما يجعل الأمن والسلام والإستقرار والازدهار بعيد المنال عن جميع دول المنطقة .
رغم ما بذل و يبذل من جهود ديبلوماسية عربية واسلامية ودوليه لوقف هذا العدوان ، إلا أن جميع هذه الجهود وبعد مرور اكثر من سبعين يوم على بدء هذا العدوان قد باءت بالفشل الذريع ، واصطدمت بالفيتو الأمريكي الذي يوفر الحماية السياسية والقانونيه لأستمرار هذا العدوان .
الأمر لا شك انه يتجاوز كافة الجهود الدبلوماسية والتي تعهدت امريكا من افرغها من مضمونها ومواجهتها بالفيتو في مجلس الأمن ضاربة بعرض الحائط شجب واستنكارت دول وشعوب العالم المتصاعده لهذة المجازر المرتكبه في حق قطاع غزة وحق فلسطين ..
هذه الجريمة المركبة والمنظمة تحتاج الى وسائل ومفاعيل ومقاربات أخرى لوقفها وردع ومحاسبة منفذيها وفاعليها ومن يوفر لها الدعم والغطاء السياسي والقانوني متحاوزا ابسط قواعد القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ...
فلا يخدعنكم احد بقرب نهاية هذا العدوان ، قد يتحور ويأخذ أشكال جديده لا تقل خطورة عما يجري اليوم إمام شاشات العالم .
لا بد من العمل على إنهاء الإحتلال الذي تجاوز كافة الحدود والمعايير و العمل على تمكين الشعب الفلسطيني من حقوقه المشروعة غير القابلة للتصرف ، فلا أمن ولا سلام ولا ازدهار دون ذلك ، فلا احد ينتظر أن يرفع الشعب الفلسطيني الراية البيضاء .
واقول :
لا ترشوا على القتل والموت سكر ، فمذاقه مرٌّ وعلقم .
د. عبدالرحيم جاموس
16/12/2023 م
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
 
 

 

نداء الوطن