بقلم د. عبدالرحيم جاموس يكتب : لن يكتمل الإنتصار لشعبنا إلا بوحدته الوطنية

لن يكتمل الإنتصار لشعبنا إلا بوحدته الوطنية ووقف العدوان عليه وتوفير الحماية له و إنهاء الإحتلال الغاشم وتوابعه ..!
 
بقلم د. عبدالرحيم جاموس
 
 
من حق شعبنا الفلسطيني المناضل والصابر و الصامد في وجه اعتى احتلال و استعمار كلونيالي عنصري اقتلاعي تشهده الإنسانية ، ان يفرح بإستمرار صموده فوق ترابه الوطني اولا ، وبإستمرار كفاحه ومقاومته الباسلة بشتى الصور والاشكال ثانية ، و بكل انجاز يحققه سياسيا ام قانونيا ام شعبيا أم عسكريا على عدوه المتغطرس ثالثا ، هذا العدو الذي ظن لوهلة انه قادر بمايملكه من ترسانة عسكرية متطورة واساليب اجرامية قمعية على كسر شوكة شعبنا الفلسطيني والنيل من ثباته وصموده وكفاحة وفرض الإستسلام عليه ..
لكن الحقيقة الصادمة لهذا العدو وحلافائه واعوانه انه في كل جولة من جولات الصراع بات يخرج منها مكسورا و مهزوما ومأزوما يجر اذيال الخيبة والخسران المادي والمعنوي والاخلاقي ، الذي يلحق به وبمستقبله على طريق هزيمته الكاملة وزوال كيانه الغاشم عن كل تراب فلسطين .
هكذا يحق للشعب الفلسطيني ان يفرح ايضا في كل جولة يخوضها من جولات الصراع رغم جسامة التضحيات وبطش العدو بالمدنيين العزل إلا من حقهم الأصيل في العيش بأمن وسلام في وطنهم فلسطين ، وهو يؤكد صموده وتمسكه بحقوقه في وطنه ، و يضرب المثل في الوحدة والكفاح والمقاومة بكل اشكالها وفي كافة الميادين ، ويراكم الإنجاز تلو الإنجاز منذ انطلاقة ثورته في 1/1/1965 م مهما كان صغيرا ، والإنتصار تلو الإنتصار في معركة تحرر وطنية طويلة الأمد تمتلك كل عناصر الحق و العدالة و مقومات الإنتصار ، في حرب شعبية طويلة الأمد بدأها منذ ستة عقود ، لا بد في نهاية المطاف ان تشل العدو وتفقده امنه واستقراره وتفقده وظيفته وصوابه ، وتجعل منه احتلالا مكلفا وخاسرا ، الى ان ينكفئ ويزول وينتهي هو وكيانه الغاصب و الى الابد .
من اجل ان يتواصل سيل هذة الإنتصارات ومراكمة هذة الإنجازات ، لا بد من تجسيد الوحدة الوطنية الفلسطينية في ابهى صورها ، وصيانتها والحفاظ عليها في كل مؤسسات العمل والكفاح الوطني ، وانهاء كل اسباب الإنقسام والتشرذم ، والعمل على تثمير كافة التضحيات والإنجازات تثميرا سياسيا وقانونيا و واقعيا على ارض الواقع ...
لقد تجلت وحدة شعبنا و وحدة كفاحه في العديد من محطات الصراع ، في الداخل المحتل وفي الخارج رغم تباين ظروفه واوضاعه في مناطقه المختلفة ، إلا انها تكاملت في الوحدة و الغاية و الهدف في تأكيد حق العودة للاجئين وحق المساواة للمواطنين وحق تقرير المصير وقيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس .
لقد كشفت هبة شعبنا في الارض المحتلة عام 48 الوجه العنصري القبيح للكيان الصهيوني وكشفت فشله في اذابتهم في تفاصيله العنصرية ، واكدت هويتهم الوطنية التي لاتقبل الشك و المساومة والتهميش ، وتكاملت مع هبة الشيخ جراح والاقصى والقدس والضفة وغزة لينتظم الشعب الفلسطيني في هبته وانتفاضته الرمضانية المباركة في القدس وفي كل فلسطين في مايو 2021 م ، كوحدة واحدة اعادت الصراع مع المحتل الى جذوره الاساسية ، وكشفت هشاشة هذا العدو وفشله .
واليوم في مواجهة العدوان الغاشم على شعبنا في قطاع غزة وبقية الاراضي المحتلة في الضفة والقدس ، قد اثبتت المقاومة الفلسطينية الباسلة قدرتها على تحدى آلةِ العدو العسكرية بتهديدها المباشر لكافة مدنه ونقاط قوته وشلها، وشل حركته الحياتية اليومية على كل الصعد ..ضاربة في عمقه الإستراتيجي الذي يفتقد لأبسط مقومات الصمود والثبات امام اي تحدٍ عسكري فعال ، كما الحقت بقواته الغازية الخسائر الكبيرة في المعدات وفي الأرواح .
بالتالي فإن ما بعد هذا العدوان الهمجي السافر و هذة الجولة الكبيرة من الصراع ليس كما قبلها ، فمن غير المقبول ان تتواصل انتهاكات العدو لمقدساتنا المسيحية والإسلامية وفي مقدمتها الأقصى الشريف ، كما يجب ان تتوقف سياسات الإقتلاع والتهجير والتطهير العرقي من الشيخ جراح وغيره من احياء القدس وبقية مدن الضفة ومن قطاع غزة ، ووقف سياسات الضم والتوسع والإستيطان وسياسات الإعتقالات والقتل على الحواجز ، و العمل على تحقيق المساواة للمواطنين الفلسطينيين في الارض المحتلة48 كمواطنين اصليين في وطنهم وحقهم في الحفاظ على هويتهم الوطنية ، ومن غير المقبول والمعقول ان يعود قطاع غزة الى ما كان عليه قبل هذة الجولة الدامية من حصار مجرم ، يجب ان تنتهي الرباعية التي حكمت قطاع غزة ( مقاومة ، تهدئة ، اعمار ، حصار ) وذلك من خلال توفير الحماية لقطاع غزة وشعبنا في بقية المناطق من أي عدوان وفتح كافة المعابر والمنافذ واقرار طريق آمن يربط قطاع غزة بالمحافظات الشمالية في الضفة ، واعادة بناء مطار غزة وبناء ميناء بحري ، وان يشعر المواطن الفلسطيني في قطاع غزة والضفة أنه حر و آمن على نفسه وماله ومستقبله ..
يجب ان تفتح هذة الجولة الخطيرة من الصراع افقا سياسيا للشعب الفلسطيني عامة يؤكد على نهاية الإحتلال والإستيطان ويضع الشعب الفلسطيني على طريق العودة و الحرية وتقرير المصير والإستقلال .
لذا لابد ان تستمر حالة الإشتباك مع العدو من خلال الحراك الشعبي المتواصل في كل المناطق وخاصة في القدس وباقي انحاء المحافظات الفلسطينية ،و ان يستمر النضال السياسي والديبلوماسي والقانوني بفعالية عالية ومتابعة جرائم العدو في المحاكم الدولية وخاصة محكمة الجنايات الدولية ، حتى يرضخ العدو لجملة هذة الإستحقاقات والإنحازات .
بناء عليه فإننا نؤكد حقيقة لا مراء فيها ان الإنتصار الحقيقي لشعبنا لن يكتمل إلا بتحقيق الوحدة الوطنية وانتزاع الحقوق الوطنية الثابته للشعب الفلسطيني بدءً من حق العودة وحق المساواة وإنهاء الإحتلال وممارسة حق تقرير المصير الى حق اقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس ..
هذا ما يحب أن ينتهي إليه هذا العدوان السافر الذي يتعرض إليه شعب فلسطين في قطاع غزة وفي الضفة والقدس العاصمة ، ولذلك على الدول العربية والإسلامية ومعها الدول الصديقة ان تقف الموقف الحازم والصلب من أجل إنهاء الإحتلال وتمكين الشعب الفلسطيني من حقوقه كاملة غير منقوصة .
د. عبدالرحيم جاموس
عضو المجلس الإستشاري لحركة فتح
1/1/2024 م
الرياض
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

 

نداء الوطن