الاحتلال وحرب غزة وخيار حل الدولتين
بقلم : سري القدوة
الخميس 25 كانون الثاني / يناير 2024.
حصيلة الشهداء في قطاع غزة ارتفعت إلى 25490 شهيدا، أغلبيتهم من النساء والأطفال، منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي وأن العدوان على غزة خلّف نحو 63354 مصابا بجروح مختلفة، فيما لا يزال أكثر من 8 آلاف مواطن في عداد المفقودين وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب المجازر في عدوانها المستمر على القطاع برا وبحرا وجوا، لليوم 110 على التوالي، في ظل نقص شديد في الماء والمواد الغذائية الأساسية، وانقطاع التيار الكهربائي، إضافة إلى تدمير المباني والمنشآت والبنى التحتية، وانهيار معظم المستشفيات وخروجها عن الخدمة ووفقا للتقارير الدولية ما زالت سلطات الاحتلال تضع عقبات أمام إيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وأن ما يصل لا يكفي لتلبية الحد الأدنى من احتياجات المواطنين مما يتسبب في مضاعفة معاناة المواطنين في مراكز الإيواء التي تؤوي عشرات آلاف النازحين في المناطق الشمالية والجنوبية من قطاع غزة، في ظل تأثر البلاد بعدة منخفضات جوية باردة وماطرة .
ما تقوم به حكومة الاحتلال المتطرفة من تصعيد ممنهج، يضع العالم اجمع إمام مسؤولياته التاريخية في وقف هذا العدوان الظالم وخلاصة الأمر باتت واضحة ويجب أن يعمل المجتمع الدولي من اجل وضع حد لهذه المجازر التي لا يمكن ان يستوعبها العقل البشري، وان البديل عن كل هذه الحروب هو العمل بجدية من اجل السلام والحل السياسي للصراع، وبتالي يجب على الأمم المتحدة فرض محددات واضحة للخروج من دوامة الحرب ووقف المجازر التي يرتكبها جيش الاحتلال والتدخل لفرض ذلك بقوة القانون الدولي الملزمة على دولة الاحتلال لإجبارها على إنهاء احتلالها لأرض دولة فلسطين، ووقف جميع إجراءاتها أحادية الجانب غير القانونية بشكل يترافق مع عقوبات دولية رادعة تجبرها على الانصياع لإرادة السلام الدولية، ودون ذلك مضيعة للوقت.
أنه في ظل استمرار حرب الإبادة الجماعية ضد شعبنا في قطاع غزة، تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي ومليشيات المستعمرين المسلحة تصعيد انتهاكاتها وجرائمها بحق شعبنا في الضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس الشرقية، في محاولة لاستغلال الانشغال العالمي بحرب الإبادة لاستكمال حلقات الضم التدريجي المتواصل المعلن وغير المعلن للضفة الغربية المحتلة، وتعميق الاستعمار، والاستيلاء على الأراضي، وخلق تغييرات كبيرة في الواقع التاريخي والسياسي والقانوني والديموغرافي في الضفة، لتحقيق أطماع اليمين الإسرائيلي الحاكم الاستعمارية التوسعية، وتوسيع دوائر نظام الفصل العنصري (الأبرتهايد) في فلسطين المحتلة، اعتماداً على منطق قوة الاحتلال الغاشمة والخيارات الأمنية والعسكرية في التعامل مع القضية الفلسطينية، بديلاً عن الخيارات والحلول السياسية للصراع .
انتهاكات الاحتلال تتواصل بشكل جنوني بالضفة الغربية وان التصعيد الحاصل في اقتحامات جيش الاحتلال للبلدات والمخيمات والمدن الفلسطينية واستباحتها بالكامل، حيث غالباً ما تترافق مع المزيد من جرائم الإعدامات الميدانية والقتل خارج القانون واستمرار تقطيع أوصال الضفة الغربية المحتلة وتغول الاحتلال على القدس ومواطنيها ومقدساتها واستكمال جريمة التطهير العرقي والتهويد وفصلها عن محيطها الفلسطيني بالكامل .
استمرار حكومة الاحتلال بحربها على قطاع غزة، والذي أدى الى كل هذا الدمار إلى جانب عدوانها المتصاعد على القدس ومقدساتها، وعلى مدن وقرى ومخيمات الضفة الغربية، واستمرار تحديها للشعب الفلسطيني والقانون الدولي، لن يحقق الأمن لأحد وأن السلام والأمن يتحققان فقط عبر الحلول السياسية القائمة على أساس حل الدولتين .
سفير الإعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.