الذكرى الستين للثورة الفلسطينية المعاصرة
بقلم : سري القدوة
الأحد 5 كانون الثاني / يناير 2025.
تأتي الذكرى الستين للثورة الفلسطينية المعاصرة في ظل ارتقاء شهداء أبناء الشعب الفلسطيني العظيم في حرب الإبادة الجماعية الممنهجة المستمرة التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة وعدوانه الغاشم المستمر في أنحاء الضفة الغربية بما فيها القدس، العاصمة الأبدية لدولة فلسطين، حيث استشهد وأصيب أكثر من 160 ألفا، غالبيتهم من النساء والأطفال والشيوخ والكوادر الطبية ورجال العلم وطلبة المدارس والصحفيين ورجال الإنقاذ والإسعاف والعاملين في المنظمات الدولية، واُعتقل خلالها عشرات الآلاف من المواطنين الذين يواجهون ظروفا أشد قسوة من أية مراحل سابقة من تاريخ الحركة الفلسطينية الأسيرة .
ذكرى الانطلاقة تأتي هذا العام وأهلنا في قطاع غزة يتعرضون لحرب إبادة جماعية يشنها جيش الاحتلال عليهم، وأن الشعب الفلسطيني لقادر على تجاوز محنته والتصدي لهذه المؤامرات التي تستهدف تصفيته ولقادر حقا أن يخرج من كل محنة أقوى وأشد ومتمسكا بحقوقه وخاصة في ظل هذه القافلة الطويلة من الشهداء من أبناء شعب فلسطين العظيم فتحية إجلال وإكبار للشهداء الإبرار الذين ارتقوا على درب تحرير فلسطين .
القضية الفلسطينية حظيت بتضامن عالمي واسع إذ خرجت مظاهرات ومسيرات حاشدة في معظم دول العالم تنديدا بحرب الإبادة الجماعية التي يشنها جيش الاحتلال على أبناء الشعب الفلسطيني، وللمطالبة بوقفها، وان شعب فلسطين على ثقة تامة بنيل حقوقه وهو مستمر بمسيرته الكفاحية حتى نيل الحرية والعودة والاستقلال وإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس .
وقد أعادت الثورة الفلسطينية توحيد الشعب الفلسطيني وحافظت على هويته الفلسطينية، وقدمت عشرات الآلاف من الشهداء والأسرى والجرحى الأبطال في سبيل القدس والهوية وتراثه ومقدساته، وبعثه من جديد، وإعادة القضية الفلسطينية إلى جدول الأعمال الإقليمي والدولي، وحولتها من قضية لاجئين إلى قضية سياسية لشعب يناضل من أجل حريته واستقلاله .
وفي ظل حرب الإبادة المنظمة على الشعب الفلسطيني تتواصل مؤامرات تصفية القضية الفلسطينية والتأمر على الحقوق الفلسطينية في هذه المرحلة المصيرية حيث تواصل كل الأدوات المأجورة تطبيق مخططات الاحتلال للنيل من قوة الشعب الفلسطيني وصموده للنيل من حقوقه وكسر إرادته وسلب نضاله واستهداف تضحياته والتأمر على الثورة الفلسطينية المعاصرة والمشروع الوطني وتسخير كل أدوات الإعلام المسموم لخدمة هذا المخطط وزرع الفتنة والانشقاق في صفوف أبناء الشعب الواحد وضرب الوحدة الوطنية الفلسطينية .
الشعب الفلسطيني الذي شرده وهجره المحتلون الصهاينة سيبقى صامداً، وأثبت عبر صلابته أنه لا يمكن إلغاؤه أو القفز عن حقوقه الوطنية المشروعة المستندة إلى قرارات الأمم المتحدة، وأن الشعب الفلسطيني سيبقى متمسكا بأرض الآباء والأجداد، وصامدا عليها ولن يرحل أو يرضخ لمخططات تهجيره من وطنه، وإنه بفعل الثورة أصبحت منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، والكيان السياسي المعترف به دوليا وعربيا، وأن هذا الإنجاز الوطني المهم حافظ على القرار الوطني الفلسطيني المستقل عبر كفاح طويل ومرير وتضحيات جسام قدمها شعبنا في سبيل قضيته الوطنية .
الثورة الفلسطينية المعاصرة كانت نتيجة قرار وطني فلسطيني مستقل، لتحرير الإرادة الوطنية للشعب الفلسطيني وقراره الوطني المستقل من أي وصاية أو هيمنة أو تبعية، وأن القادة الذين أخذوا قرار الانطلاقة كانوا على وعي تام بأهمية أن يمتلك الشعب الفلسطيني قراره، باعتبار أنه المدخل الوحيد للتحرير والعودة وممارسة حقه في تقرير المصير بحرية على أرض وطنه .
سفير الإعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.