عودة النازحين وإنهاء معاناتهم
بقلم : سري القدوة
الأربعاء 22 كانون الثاني / يناير 2025.
بعد وقف إطلاق النار ودخول التهدئة حيز التنفيذ يجب العمل ألان وبسرعة ممكنة من اجل مواجهة تداعيات حرب الإبادة والإجرام الوحشي وأهمية بذل كل الجهود الممكنة لاحتواء تداعيات العدوان الإسرائيلي على كل القطاعات في غزة، وتكثيف العمل للنهوض بالمنظومة الصحية وتوفير كل المستلزمات الطبية لإنقاذ حياة المرضى والمصابين .
الاحتلال ارتكب خلال حرب الإبادة التي شنها على قطاع غزة أكثر من 7.182 مجزرة منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023، ومن بين هذه العائلات 1600 عائلة فلسطينية أبادها الاحتلال ومسحها من السجل المدني، بقتل الأب والأم وجميع أفراد الأسرة، وعدد أفراد هذه العائلات 5,612 شهيدًا، في حين أن 3,471 عائلة فلسطينية أبادها الاحتلال ولم يتبقَّ منها سوى فرد واحد، وعدد أفراد هذه العائلات فاق 9,000 شهيد .
مليوني نازح يعيشون ظروفًا إنسانية كارثية كنتيجة مباشرة لجريمة الإبادة الجماعية التي ارتكبها الاحتلال على مدار 470 يوما، حيث دمر مئات آلاف المنازل وأجبر سكانها على العيش كنازحين داخل وطنهم يعيشون في خيام تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة الكريمة، ووفقا لتقرير صادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أشار الى إن 92% من المنازل في قطاع غزة، أي نحو 436 ألف منزل، دمرت او تضررت جراء العدوان الإسرائيلي، فيما نزح 90% من المواطنين عن بيوتهم بالإضافة لتدير كامل للبنى التحتية حيث تم تدميرها خلال العدوان الإسرائيلي وإن تقديرات إعمار قطاع غزة تحتاج من 60 إلى 80 مليار دولار ووقت زمني من 6 إلى 8 أعوام، وهذا منوط بتوفر الدعم المالي وإدخال البضائع دون تعقيدات أو عرقلة .
لا بد من التحرك لتوفير كل الاحتياجات الأساسية والعاجلة لأبناء الشعب الفلسطيني للتخفيف من المعاناة التي استمرت لأكثر من 15 شهرا في إطار استخدام التجويع كسلاح حرب، وعرقلة إيصال المساعدات والتعمد في تدمير المنازل والمراكز الصحية، مما أدى إلى انتشار المجاعة والأمراض والاوبئة، فضلا عن خروج أغلب المستشفيات عن الخدمة .
حرب الإبادة في غزة خلفت الدمار الهائل الذي لحق بجميع قطاعات غزة جراء العدوان الإسرائيلي، ويجب تضافر الجهود من أجل توفير الإيواء المناسب لأهالي شمال القطاع خاصة بعد تدمير أكثر من 70% من منازلهم .
وما من شك ان إعلان وقف إطلاق النار والتهدئة الجارية ألان تبعث الأمل من جديد، ولكن التحدي الذي ينتظر غزة كبير وهذا يتطلب أن يكون هناك معالجة لجميع الاحتياجات الهائلة، واستعادة النظام الصحي وقطاع التعليم، ويحتاج إلى مراحل عدة منها الإغاثة الفورية (توفير المأوى والغذاء والدواء)، وإعادة تأهيل البنية التحتية نسبياً، والمرحلة الأخيرة إعادة الإعمار التي هي بحاجة إلى مخططات هندسية جديدة، وأن الإغاثة والتعافي يتطلبان تدخلا عاجلا، ولا بد من متابعة دخول المساعدات وضمان تدفقها وإيصالها إلى مستحقيها وأهمية استمرار تدفق المساعدات للحد من المجاعة المنتشرة خاصة بين أطفال غزة .
لا بد من تعزيز صمود الشعب الفلسطيني على أرضه وأهمية مواجهة تحديات التهجير ومخططات تصفية القضية الفلسطينية، ولا بد من ضمان تحقيق النجاح في المرحلتين الثانية والثالثة من الاتفاق الخاص بوقف إطلاق النار، بما يؤدي إلى إنهاء معاناة أهالي القطاع بشكل شامل، والعمل بشكل متواصل من اجل إحياء عملية السلام والوصول إلى حل عادل للقضية الفلسطينية يتمثل في إقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية .
سفير الإعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.