عجز المجتمع الدولي عن وقف آلة الحرب الإسرائيلية
بقلم : سري القدوة
الخميس 6 شباط / فبراير 2025.
لا يمكن استمرار عجز المجتمع الدولي عن وقف آلة الحرب الإسرائيلية ولا يمكن استمرار الصمت أمام المستجدات السياسية والتصعيد المستمر في الضفة الغربية، وخصوصا في محافظات شمال الضفة بمخيماتها وريفها، وما يتعرض له أبناء شعبنا من تهجير قسري كما يحصل في مخيم جنين في ظل إصرار حكومة الاحتلال على استهداف تفويض وكالة "الأونروا" والتلاعب بصلاحياتها المحددة بقرار تفويضها رقم 302، لدورها المحوري الذي لا يمكن الاستغناء عنه وغير القابل للاستبدال .
حكومة الاحتلال تتعمد تطبيق قانونا "الكنيست" الإسرائيلية اللذان يستهدفان عمل "الأونروا" في الأرض الفلسطينية المحتلة، ووقف جميع أنشطتها في مدينة القدس المحتلة وإخلاء مبانيها بما يعني حرمان عشرات آلاف اللاجئين من خدمات بينها التعليم والرعاية الصحية في ظل مواصلة طرح مشاريع التهجير وإجبار السكان على الرحيل من بيوتهم كما حصل مؤخرا في مخيم جنين بالضفة الغربية وإن الوضع في مخيم جنين شمال الضفة الغربية يسير نحو اتجاه كارثي وجميع سكانه أجبرهم الاحتلال على مغادرة بيوتهم وتركها وان سلسلة التفجيرات الإسرائيلية التي نفذها جيش الاحتلال في المخيم أدت إلى تدمير أو تضرر 100 منزل بشدة .
ويواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على مدينة جنين ومخيمها لليوم الـ15 على التوالي، ما أسفر عن استشهاد أكثر من 20 مواطنا، وتدمير وتفجير العديد من المنازل والمربعات السكنية في مخيم جنين وفي ظل استمرار عملية الاجتياح الكامل لمخيم الفارعة وبلدة طمون، فإن الوضع الإنساني لأهالي المنطقتين يزداد سوءا، لا سيما في ظل قطع المياه عن المخيم ومنع دخول الأدوية ونقل المرضى، وهو الحال تماما في بلدة طمون المحاصرة .
لا بد من تكثيف الجهود المشتركة لتعزيز التدخلات الإغاثية لأبناء شعبنا في محافظات شمال الضفة الغربية، التي تشهد عدوانا إسرائيليا متواصلا منذ أيام تسبب حتى الآن بنزوح وتهجير حوالي 5 آلاف أسرة في مخيمي جنين وطولكرم، إضافة إلى تصاعد هدم المنازل وتدمير واسع للبنية التحتية وممتلكات المواطنين، خاصة بعد اتساع عدوان الاحتلال ليشمل مخيم الفارعة وبلدة طمون .
تواصل حكومة الاحتلال اليمينية المتطرفة العنصرية ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية المنظمة وان تلك التداعيات الخطيرة للجرائم التي ترتكبها قوات الاحتلال بحق المدنيين وممتلكاتهم والبنى التحتية في مخيمات وقرى شمال الضفة الغربية المحتلة وتدمير البنية التحتية والمنازل والمنشآت والتهجير القسري لسكانها، وفرض القيود على الحركة بين المدن وهذا التصعيد الإسرائيلي ينتقل من قطاع غزة الى الضفة الغربية في ظل قرار إعلان وقف إطلاق النار في قطاع غزة، الأمر الذي يؤكد ان الاحتلال يرتكب جرائم حرب بشعة ووحشية ويستهدف النيل من الشعب الفلسطيني ومنعه من قيام دولته .
لا بد من مواصلة الجهود الدولية وضرورة إنهاء الحرب والعدوان بشكل كامل، بما يضمن وصول الإغاثات الإنسانية لأبناء شعبنا في القطاع، وإعادة إعمار ما دمره الاحتلال خلال عدوانه وحربه المدمرة ولا بد من المجتمع الدولي الضغط من أجل وقف هذه الأعمال العدائية والتدميرية التي تستهدف امتداد الجغرافيا الفلسطينية والعمل على فضح جرائم الاحتلال وتوثيق انتهاكاته .
ويجب العمل على تعزيز مقومات صمود الشعب الفلسطيني ومواصلة تفعيل جميع أشكال المقاومة الشعبية في مواجهة مخططات الاحتلال الاستعمارية والإحلالية التي تهدف الى طمس الهوية السياسية والوطنية للشعب الفلسطيني، والحفاظ على الثوابت الفلسطينية وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس .
سفير الإعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.