د. عبدالرحيم جاموس يكتب : أوروبا تحكمها الصهيونية وخاصة المانيا..!

أوروبا تحكمها الصهيونية وخاصة المانيا..!
بقلم د. عبدالرحيم جاموس
انتهت امس الثلاثاء 16آب الجاري زيارة رسمية للرئيس الفلسطيني ابو مازن إلى المانيا ، والتي اختتمت بمؤتمر صحفي مشترك مع المستشار الألماني ، وقد جاء على لسان الرئيس/ ابو مازن في المؤتمر الصحفي مع المستشار الألماني في برلين .
(وصف اسرائيل بل هولوكست على الفلسطينيين، وأن اسرائيل قد ارتكبت منذ ١٩٤٧ م إلى اليوم )( ارتكبت أكثر من 50 مجزرة بحق الفلسطينيين) .
وقبل ذلك انزعج المستشار عندما وصف الرئيس ابو مازن الاحتلال الصهيوني بالابرتهايت .
الآن وبعد ذلك كله تقوم وكالات الأنباء الألمانية بنقل ما قاله الرئيس الفلسطيني حرفيا ، وتقف إلى جانب الصهاينة اي ترفض أن تصدق و ترى الحقائق التي وردت على لسان الرئيس ابو مازن والتي تُوصِفُ ما جرى ويجري للفلسطينيين على يد العصابات الصهيونية وعلى يد كيانها العنصري الإستيطاني التوسعي من مجازر ومن سياسات التطهير العرقي التي فاقت في حدتها وآثارها (الهلوكوست) الألماني في حق اليهود اثناء الحرب العالمية الثانية ..
هذه تعبير عن سياسة و ثقافة الكيل بمكيالين وانحراف البصر والبصيرة عن الحقائق لدى المانيا ودول الغرب عندما يتعلق الأمر بالكيان الصهيوني و ممارساته العنصرية والإرهابية والإجرامية في حق الشعب الفلسطيني .. ان التكفير عن عقدة الذنب التي تعاني منها أروبا عامة والمانيا خاصة جراء ارتكابها لجرائم التطهير العرقي وبما فيها الهلوكوستا المرتكبة من قبل الدول والشعوب الأوروبية وخاصة الفاشية والنازية الألمانية .. لا تبيح لهم ولدولهم ونخبهم واعلامهم غض الطرف عن الإرهاب والإحتلال والإجرام والعنصرية وسياسات التطهير العرقي التي يمارسها الكيان الصهيوني في حق الشعب الفلسطيني ، اثناء وبعد إغتصاب وطنه و بمساعدة القوى الإستعمارية والفاشية الأوروبية وفي مقدمتها بريطانيا الدولة التي كانت منتدبة على فلسطين والتي اخذت على عاتقها تنفيذ عملية إغتصاب فلسطين من قبل المهاجرين اليهود من أوروبا اولا ومن باقي دول العالم ثانية واقامة الكيان الصهيوني الغاصب على إقليم فلسطين وتشريد الشعب الفلسطيني وفرض سياسات الميز العنصري عليه .
إن استمرار سياسة الكيل بمكيالين ازاء مأساة الشعب الفلسطيني وما يرتكب في حقه منذ مايزيد على خمسة سبعين عاما ، يشجع كيان الإحتلال والفصل العنصري على الإستمرار في احتلاله واغتصابه للحقوق الوطنية الفلسطينية المشروعة للشعب الفلسطيني ، وهذا سيؤدي الى تأجيج الصراع في فلسطين المحتلة والمنطقة، ولن تكون أوروبا فيه بعيدة عن الشرر المتطاير منه، وليتذكر سيادة المستشار الألماني احداث عقد الستينات والسبعينات من القرن الماضي ليتعظ ويصحح نظرته و عدسات نظارته ليبصر الحقيقة كما هي في فلسطين المحتلة .
ليس من الأخلاق الإنسانية إن تعوض الضحية من قاتلها بجعلها قاتلة لضحية جديدة أخرى... كما يفعل اليوم الأوربيون وخاصة الألمان ، فعقدة الهلوكوست لدى المانيا والغرب ، لاتبرر مطلقا هذا الإنحياز إلى الصهيونية ومشاريعها القائمة على سياسات الفصل العنصري والتطهير العرقي و استمرار الإحتلال والتوسع والإستيطان واستمرار انكار الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في وطنه وسلبه حريته وارادته .
على العالم اجمع إن لم ينتصر للحق الفلسطيني وان لم يصغي للرئيس ابو مازن وأن لم يستوعب حقيقة مايقوم به الكيان الصهيوني منذ النشأة والى الآن من ممارسات إرهابية تفوق في حدتها وأثرها ما قامت به النازية والفاشية ازاء يهود أوروبا من هليكوست وغيرها ...فإنها تدفع المنطقة إلى دورات من العنف لن تتوقف ولن تجدي معها سياسات الكيل بمكيالين .
إن الإنتصار لمبادى حقوق الإنسان يجب ان لايتجزء فهو في أوروبا كما هو في الشرق الأوسط وفي فلسطين المحتلة خاصة .
إن سطوة الدعاية الصهيونية على قرار السلطات والنخب المتنفذة في أوروبا يظهر إن الحركة الصهيونية باتت ولازالت تتحكم في دولها وتفرض عليها غض النظر عن جرائمها في فلسطين .
ما عبرعنه الرئيس الفلسطيني في كلمته المقتضبه عن سياسات المجازر وسياسات التطهير العرقي الممارسة في حق فلسطين وشعبها يدركاها ويرها ويرصدها كافة المنصفين والشرفاء في أوروبا وخارجها .
على المانيا خاصة وأوروبا والغرب بصفة عامة ان يحترم حقوق الإنسان في فلسطين كما يحترمها في أوروبا والغرب نفسه ، وأن يقلع عن سياسة الكيل بمكيالين واعتبار الكيان الصهيوني المارق فوق القانون وفوق الشرعية الدولية، ولن يقبل هذا الموقف من المانيا او من اي دولة غربية أخرى.. على الغرب إن يدرك ان العالم يتغير ويسير بإتجاه نظام دولي جديد ستكون فيه سياسات الكيل بمكيالين من الماضي ومن مخلفات النظام الدولي الذي افرزته الحرب العالمية الثانية .
هذا سيعطي فرصة للدول والشعوب الاوروبية خاصة إن تنعتق وتتحرر من هيمنة ونفوذ الصهيونية والماسونية العالمية المتحكمة في مواقفها ومصائرها .
د. عبدالرحيم جاموس
17/8/2022م
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

 

نداء الوطن