لواء/مستشار مأمون هارون رشيد يكتب : هل تذهب إسرائيل لضرب ايران للخروج من أزمتها الداخلية ؟

 

هل تذهب إسرائيل لضرب ايران للخروج من أزمتها الداخلية ؟

 

مع تصاعد حدة التوتر في الأراضي الفلسطينية المحتلة نتيجة السياسية العنصرية التي تتبعها حكومة نتنياهو الفاشية ، ومع إرتفاع عدد الضحايا وحالة الاحتقان التي تنذر بانفجار شامل للأوضاع في الأراضي الفلسطينية والذي قد يؤدي إلى انتفاضة ثالثة تكون أكثر دموية من سابقاتها ، نتيجة الاحتقان الذي ولدتة السياسية العنصرية لنتنياهو وأعضاء حكومته المتطرفة أمثال بن غفير وغيرة ، في ظل ذلك يتسابق المسؤولون من الولايات المتحدة الأمريكية لزيارة إسرائيل والمنطقة في محاولة لإعادة التهدئة قبل انفجار كبير للأوضاع يصعب السيطرة علية بعد ذلك ، فبعد زيارة مستشار الأمن القومي الأمريكي للمنطقة تبعة زيارة لمدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ، حيث من المنتظر أيضا زيارة وزير الخارجية أنتوني بلينكن إلى المنطقة ، وذلك في سياق الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة الأمريكية ، وهى المنشغلة حالياً في الحرب في اوكرانيا والصراع من الصين وروسيا ، من اجل المحافظة على تهدئة الأوضاع لتستمر للتفرغ لصراعاتها هذة .

 لكن يبدو أن ملف التهدئة بين إسرائيل والفلسطينيين ليس هو الملف الوحيد على أجندة المسؤولين الأمريكان خلال زيارتهم للمنطقة ، بل أنة قد لا يكون على رأس الأولوية في أجندتهم ، فالولايات المتحدة التي تحاول إعادة تموضعها عالمياً لتأكيد تزعمها للعالم ، وخاصة في ظل الحرب في اوكرانيا ومحاولة روسيا تغير سياسية القطب الواحد وهو ما يهدد زعامة الولايات المتحدة للعالم ، وخاصة في ظل تحالف روسيا والصين وبعض الدول الأخرى ، تعمل الولايات المتحدة تسعى لضرب وإفشال هذا التقارب لإضعاف روسيا ثم التفرد بالصين ، فقد تكون زيارات المسؤولين الأمريكان للمنطقة لبحث إمكانية توجيه ضربة لإيران حليف روسيا ، علما أن أهم وعود نتنياهو لناخبية هو منع إيران من امتلاك سلاح نووي ، لذلك فتوجه ضربة للمشروع النووي الإيراني وخاصة بعد فشل محادثات فينا حول المشروع النووي الإيراني هي مصلحة اسرائيلية ، وخاصة لرئيس الوزراء نتنياهو المأزوم داخلياً نتيجة تصاعد العنف والتوتر داخل الأراضي الفلسطينية ، ونتيجة تصاعد الأصوات المطالبة باستقالة حكومتة ، فليس أمامه إذن الا العمل مع الولايات المتحدة لتوجيه ضربة عسكرية لإيران ، يحاول من خلالها حشد الشارع الإسرائيلي حول حكومته ، والذي عادة ما يتوحد اذا ما استشعر بخطر خارجي او تحقق له نصر خارجي ، إذن فالولايات المتحدة التي ترغب في ضرب حلفاء روسيا والصين قد لا تمانع الآن لتوجيه ضربة لإيران ، حيث عارضت ذلك سابقاً ، لكن المعطيات تغيرت الآن وهى تنبىء بقرب حدوث ذلك .

   الانفجارات التي هزت أماكن كثيرة من إيران هذى الليلة ، والتي ضربت مصانع ومخازن ومستودعات لطائرات بدون طيار ، ومواقع أخرى ، رغم عدم الإعلان حتى الآن من يقف وراء هذا الضربات ، الا أنها قد تكون مقدمة لتوجيه ضربة كبيرة لإيران ، تستطيع بها الولايات المتحدة توجيه ضربة لأحد حلفاء روسيا المهمين ، وتنقذ في الوقت ذاته حكومة نتنياهو من السقوط المتوقع .

 

لواء/مستشار

مأمون هارون رشيد

رام الله /فلسطين

29/1/2023

 

نداء الوطن