لواء/ مستشار مأمون هارون رشيد يكتب : حكومة نتنياهو والذهاب للهاوية

حكومة نتنياهو والذهاب للهاوية

 

كان واضحاً منذ أن شكل نتنياهو حكومته الجديدة التي تضم في صفوفها غلاة المتطرفين العنصريين الذين ينادون بقتل الفلسطينيين واقتلاعهم من أرضهم والاعتداء على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس ، في محاولة لإقامة هيكلهم المزعوم مكان المسجد الأقصى حسب ما تدعية اساطيرهم ومعتقداتهم ، منذ ذلك الوقت وما قبل ، وما صاحب ذلك من عمليات النفخ في نار التطرف والعنصرية القومية والدينية ، كان واضحاً أن تصعيداً مقبلاً قادم لا محالة ، فالاعتداءات اليومية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني وارضة وممتلكاته ، وسياسية الاغتيالات والاقتحامات لمدن وقرى الضفة الغربية ، والقتل اليومي والممنهج ، كان لابد أن يكون لها ردة فعل توازي حجم ما يرتكب من جرائم ومجازر ، كان أخرها ما حدث في جنين وسقوط عشرة شهداء خلال مداهمة لقوات الاحتلال تحت زعم البحث عن مطلوبين كانوا ينون القيام بعمليات عسكرية ، وبحجم الدم المراق في جنين جاء الرد صاعقا ومزلزلا في القدس ، وهو ما كان يجب على هذا القيادة المتطرفة والفاشية في اسرائيل أن تدركة ، وأن تدرك أن تغذية التطرف والعنصرية سيكون ثمنة باهظاً ، وأن لكل فعل رد فعل .

نتنياهو الهارب من محكمة الفساد يريد البقاء في الحكم بأي ثمن ، لأن خروجة من الحكم يعني ذهابة للمحاكمة بتهم الفساد وهذا يعني ذهابة للسجن لامحالة ، وهو في ظل هذة المعادلة قبل بكل شروط شروط شركائة في الائتلاف الحكومي كي يبقى رئيساً للحكومة ، لكنة لايعرف أن سياسة الائتلاف العنصرية ستذهب بة والائتلاف وباسرائيل إلى دوامة من العنف و الدم الذي سيؤدي لا محالة إلى صراع داخلي لن تتحمل إسرائيل تبعاتة ، ولن يتحمل المجتمع الدولي وخاصة أصدقاء إسرائيل ماقد ينتج عن تفجر صراع في المنطقة في هذا الوقت ، وخاصة في ظروف عالمية بالغة الحساسية تشغل العالم ، كالحرب في اوكرانيا ، وأزمة الطاقة ، والصراع الاقتصادي الصيني الأمريكي ، وغير ذلك من ازمات تشغل العالم الغير معني بفتح جبهات للصراعات جديدة وخاصة في منطقة متفجرة اصلا ، تحوي على مخزون الطاقة الذي يحتاجة العالم الان ، فحلفاء إسرائيل في الغرب في أمس الحاجة لهذة السلعة الآن ولا يريدون أن يتأثر تدفقها لهم نتيجة أي صراع أو تدهور أمني في المنطقة ، أن نتنياهو يدفع المنطقة لصراع لايعرف مداة مقابل احتفاظة بكرسي رئاسة الحكومة وهو لذلك مضطر إلى الخضوع لشروط شركائة في الائتلاف، لايعرف مدى مقدرة نتنياهو على الصمود أمام ضغوطات الحلفاء والأصدقاء والمجتمع الدولي ، وأيضا الضغوطات من الداخل حيث بدأت اصوات كثيرة تعلو رافضة هذة السياسية وتنادي بإسقاط الحكومة ، إذن هو أمام خيارات صعبة أما الحد من تطرف حكومته وتغير في سياستها لتهدئة الأوضاع ، أو الإستمرار في سياسة التصعيد والإجراءات العنصرية ضد المواطنين الفلسطينيين والتي سيقابلها بلا شك رد فعل بنفس المستوى كما حدث في القدس ، وسيؤدي ذلك إلى إنهيار أمني لن يستطيع أحد السيطرة عليه والذي سيؤدي في النهاية الذهاب إلى الهاوية لا محالة .

 

لواء /مستشار

مأمون هارون رشيد

رام الله /فلسطين

 

نداء الوطن