الاعلام العبري : جيش الاحتلال بحاجة الى سنوات للقضاء على قدرات المقاومة بغزة !

 

قال قادة عسكريون في جيش الاحتلال، إنّ فكرة القضاء على حركة حماس، مسألة قد تستغرق سنوات، بسبب التحديات الكبيرة التي تواجهها القوات التي تعمل على الأرض.

ونقلت إذاعة جيش الاحتلال (غلي تساهال) عن قادة عسكريين قولهم إنّ الجيش يعتمد حاليًا على استهداف المسلحين عن بعد، باستخدام الطيران والمدفعية، دون التوغل البري أو الاشتباك المباشر، وذلك حفاظًا على أرواح الجنود وتقليل حجم الخسائر البشرية.
وأوضحت المصادر أنّ العمليات العسكرية في هذه المرحلة تتسم بالبطء، في مقابل تقليص وتيرة التقدم الميداني، لتفادي الوقوع في كمائن أو التعرض لعبوات ناسفة ومفاجآت قاتلة، كتلك التي أودت بحياة عدد كبير من الجنود خلال المراحل السابقة من العدوان على غزة.
من ناحيته قال المراسل العسكري لصحيفة (معاريف) العبريّة، آفي أشكنازي، إنّ إسرائيل لم تنجح في تحقيق أهداف الحرب، وفي مقدمة هذا الفشل عدم استعادة الأسرى الإسرائيليين.

وقال أشكنازي، إنّه “لا يزال 59 مختطفًا، أحياء وقتلى، محتجزين لدى حماس في غزة، وبعد سنة ونصف من السابع من تشرين الأول (أكتوبر)، اعترفت المؤسسة الأمنية بشكل كامل وواضح أنّ 25 بالمائة فقط من الأنفاق التي حفرتها وبنتها حماس في غزة قد كُشف عنها ودُمّرت بواسطة الجيش الإسرائيلي”، كما نقل عن المصادر الوازنة في المؤسسة الأمنيّة بدلة الاحتلال.

وأضاف أنّه “ربما يكون عدد الأنفاق التي تملكها حماس أكبر من ذلك بكثير. وحتى الآن، ما زالت حماس هي الجهة الحاكمة في قطاع غزة، إنها الجهة التي تحدد الأجندة المدنية، ولا تزال تملك أجهزة شرطة ونظام إنفاذ القانون في غزة، إنها توزع الخبز والماء”.

ونقل عن مسؤول عسكري كبير قوله إنّ “أي دولة أخرى في العالم ما كانت لتستطيع الاستمرار في العمل بعد حجم الدمار والضرر الذي أنزله الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة. إن حجم الدمار في غزة لا يمكن وصفه، الأمر لا يتعلق بمبنى تهدم أو شارع تم تدميره، بل أكثر من ذلك بكثير؛ مساحات كاملة مسحتها إسرائيل من فوق الأرض وتحتها”.
وذكر أنّ “الجيش الإسرائيلي سيطر بالفعل على نحو 30 بالمائة من مساحة القطاع، وفي شمال القطاع، عمّق الجيش السيطرة على الأرض حتى عمق 2 كلم من خط الحدود، ومن المحتمل أن يواصل التقدم جنوباً خلال الأيام القادمة”.
وأردف قائلاً إنّه “من الشرق، توسّع المحيط الأمني ليصل إلى عمق يزيد على كيلومتر، وفي بعض المناطق وصل إلى أكثر من 1.5 كلم. العودة إلى جزء من محور نيتساريم وفّرت مساحة ضخمة في وسط القطاع. وفي جنوب القطاع، تُكمل قوات الفرقة 36 في الساعات الأخيرة خطوة السيطرة على (محور موراج)، الذي سيتصل جزئيًا في جنوبه الغربي بمحور فيلادلفيا، ما سيُنتج منطقة عازلة جنوبية واسعة بشكل خاص”، طبقًا لأقواله.
على صلةٍ بما سلف، تبرز تناقضات وفجوات كبيرة بين ما يعلن عنه جيش الاحتلال بشأن عملياته في رفح، وبين الواقع الحقيقي الذي يكشف عن الفشل في القضاء على حركة حماس.
فبينما أعلن الجيش سابقًا عن حسم لواء رفح التابع لحماس، تُظهر زيارة حديثة وتقييمات عسكرية أنّ اللواء لا يزال نشطًا في المدينة الحدودية التي يتواصل فيها تدمير المنازل والأحياء السكنية.
وقال يوسي يهوشع، المحلل العسكريّ في صحيفة (يديعوت أحرونوت)، إنّ الجمهور الإسرائيليّ يواجه صورة مختلطة ومتناقضة للتقدم المحرز في غزة، مما يؤثر على تقييمه للوضع بناءً على البيانات الرسمية والواقع الميداني.
فمن جهة، صدرت بيانات رسمية مبكرة حملت نبرة احتفالية بالانتصارات. ففي أيلول/ سبتمبر الماضي، أعلن الناطق العسكري رسميًا أنّ “فرقة 162 حسمت لواء رفح لحماس”، مشيرًا إلى قتل أكثر من 2000 عنصر وتدمير 13 كيلومترًا من الأنفاق خلال ثلاثة أشهر من العمليات.
وكون هذا البيان صدر عن مصدر عسكري، فقد ساهم على الأرجح في تعزيز ثقة الجمهور وإحساسه بالاقتراب من النصر، ولكن من جهة أخرى، يكشف الواقع الميداني، كما أشارت إليه زيارة حديثة إلى رفح أنّ “لواء رفح لم يحسم حقًا”.

وذكر يهوشع أنّ هذا التناقض بين الإعلانات الرسمية والواقع الميداني يؤدي إلى تساؤلاتٍ قاسيةٍ لدى الجمهور حول حقيقة ما يجري في القتال، بما في ذلك الإنجازات والإخفاقات، والأهداف التي تحققت وتلك التي تمّ الحديث عنها فقط في بيانات العلاقات العامّة.

 

 

نداء الوطن