شكل انضمام الشهيدين إبراهيم النابلسي قائد شهداء الأقصى في نابلس، وحازم رعد منفذ عملية ديزنغوف في تل أبيب، إلى صفوف المقاومة المسلحة، مصدر مفاجأة وقلق لدى أجهزة أمن الاحتلال، على اعتبار أن والديهما من كبار ضباط السلطة الفلسطينية، الأمر الذي يحمل إخفاقا مزدوجا لأجهزة أمن الاحتلال.
أوهاد حمو مراسل القناة 12 في الأراضي الفلسطينية، كشف أن "أجهزة الأمن الإسرائيلية ما زالت تدرس وترصد ظاهرة الأبناء الذين ينفذون عمليات مقاومة قوية ضد الإسرائيليين، في الوقت الذي يعمل آباؤهم ضمن صفوف قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية، وهذه السلطة مكلفة بملاحقة الخلايا المسلحة، وإحباط تنفيذ العمليات العسكرية، وحتى بعد استشهادهم يسير الآباء خلف خطى أبنائهم الشهداء، ويدعون الشباب الفلسطينيين إلى اتباع طريق أبنائهم، واختيار طريق المقاومة".
وأضاف في تقرير، أن "إبراهيم النابلسي ليس الحالة الأولى التي ينفذ فيها نجل مسؤول كبير في جهاز الأمن الفلسطيني أعمالا مسلحة، حيث يعمل والده ضابطا كبيرا في جهاز الأمن الوقائي، فقد سبقه حازم رعد، الذي نفذ الهجوم في شارع ديزينغوف وسط تل أبيب، ويعمل والده ضابطا في جهاز الأمن الوطني للسلطة الفلسطينية، ولا يزال مطلوبا لقوات الاحتلال، ويتخفى في مخيم جنين، وأعرب عن دعمه للعملية المسلحة التي نفذها نجله".
أليشع بن كيمون مراسل صحيفة يديعوت أحرونوت، وصف الشهيد النابلسي بأنه "نجم" شبكة الإنترنت الذي تحول مع مرور الوقت "قنبلة موقوتة"، بعد أن أصبح في مقاطع الفيديو بطلا محليا، وقام بين الحين والآخر بتنفيذ عمليات إطلاق نار، ولمدة نصف عام تمكن من الإفلات من قوات الاحتلال حتى استشهد فجر الثلاثاء، بعد معركة استمرت ثلاث ساعات في قلب حي القصبة في نابلس، وخلال فترة مطاردته من قوات الاحتلال، تداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي صوره ومقاطعه.
وأضاف في تقرير، أن "النابلسي بجانب مشاركته في عدة عمليات إطلاق نار على الجيش الإسرائيلي والمستوطنين الذين كانوا يأتون إلى قبر يوسف بالمدينة، ورغم صغر سنه الذي لم يتجاوز 18 عاما، وعدم ارتباطه أو حصوله على تمويل من أي منظمة فلسطينية معينة، فقد عرّفته المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بأنه "قنبلة موقوتة"؛ بسبب نواياه بتنفيذ المزيد من العمليات وهجمات إطلاق النار ضد الإسرائيليين.
مصدر التخوف الإسرائيلي يعتبر أن منفذي العمليات الفلسطينية المسلحة من أبناء ضباط السلطة، يمثلون نمطا جديدا مقلقا، فهؤلاء يعمل آباؤهم ضمن المنظومة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية من ناحية، لكن من ناحية أخرى يختار أبناؤهم طريق المقاومة العسكرية ضد الاحتلال.
وعبرت جنازة الشهيد النابلسي عن فجوة كبيرة بين الصورة التي تريد السلطة الفلسطينية رسمها، والواقع على الأرض، وفق التقدير الإسرائيلي، وبينما شارك عشرات الآلاف من الأشخاص بجنازته في نابلس، فقد وصفه الإعلام الفلسطيني بأنه بطل ورمز، وبات تمجيده في الكتابات الإعلامية والفعاليات الوطنية.