الفلسفة والشعر - رؤى متقاطعة

إصدار جديد لمحمد الديهاجي 

بعد كتابه الأخير " التأويلية والأدب- من سلطة النص إلى أنطولوحية الفهم" الصادر عن دار خطوط وظلال الأردنية، خلال الموسم الثقافي الماضي، صدر مؤخرا للكاتب المغربي الدكتور محمد الديهاجي عن نفس الدار كتاب جديد تحت عنوان : "الفلسفة والشعر - رؤى متقاطعة" في حلة أنيقة. وهو عبارة عن إقامة تأملية على الجسور الرابطة بين الفلسفة والشعر، تواصلا بالأساس، انطلاقا من شواغل الفلاسفة والشعراء أنفسهم، اشتغالا وانشغالا...

جاء الكتاب في خمسة فصول بالإضافة إلى المقدمة والخاتمة ومدخل تحت عنوان " فلسفة الشعر". وقد أخذ الفصل الأول عنوان " الفلاسفة والشعر"، وقف فيه الكاتب عند حقيقة العلاقة بين الفلسفة والشعر من منظور بعض الفلاسفة. أما الفصل الثاني فقد حمل عنوان " مفاهيم فلسفية والشعر". فيما جاء الفصل الثالث تحت عنوان " الشعر والأسئلة الفلسفية". كما أن الفصل الرابع حمل عنوان " الكتابة بالمعرفة والتفكير شعرا". فيما عنون الفصل الخامس والأخير ب "بيانان فلسفيان مضافان في الشعر ."

لقد انطلق الشاعر والناقد محمد الديهاجي في بحثه محور هذا الكتاب من منطلق يرى أن الشعر والفلسفة ، فنان من فنون اللغة والتفكير. صنوان متجاوران منذ النشأة، من حيث التواصل، بخوضهما معا في الكليات والمجردات تأملا، ومتمايزان من حيث التفاصل، لكون الأول يسلك طريقه بالخيال، والثاني بالعقل. ومع ذلك، إذا كان الشعراء يستخدمون الكلمات لإيصال مشاعرهم وأفكارهم وخيالهم بطريقة جميلة وموسيقية، وأن الفلاسفة يستخدمون الكلمات لإيصال حججهم ونظرياتهم وتحليلاتهم بطريقة منطقية وواضحة، فإنه ثمة علاقة بينهما لا محالة.

والمتأمل للكتاب سيقرأ على ظهر صفحة غلافه ما يلي : "بعض الشعراء ينظرون إلى الشعر بوصفه فلسفة متجسدة في صور ورموز، للتعبير عن رؤيتهم للحياة والوجود والقيم والجمال، وأيضا للتساؤل عن معاني الأشياء وأسباب الأحداث وغايات الأفعال، بحثا عن الحقيقة والخير والجمال. مثل هؤلاء الشعراء يذكر الكاتب المعري، وجبران خليل جبران، وإيليا أبو ماضي، وبدر شاكر السياب، وأدونيس وغيرهم.

بعض الفلاسفة يعتبرون أن الفلسفة شعرٌ يتجسد في مفاهيم وأطروحات، إما للتعبير عن فهم معين للوجود والكينونة، بطريقة عميقة وأصيلة، أو للتأثير في المجتمع والثقافة والتاريخ بطريقة إيجابية وإصلاحية، بحثا عن حقيقة وجود الإنسان ومآله. يذكر الكاتب من هؤلاء الفلاسفة: سقراط، أفلاطون، أرسطو، ابن رشد، ابن سينا، كارل ماركس، وغيرهم.

إذن، يمكن أن نقول إن الشعر والفلسفة وجهان لعملة واحدة. هما طريقتان مختلفتان للتعامل مع نفس المادة: أي الكلام. وهما طريقتان، أيضا، مختلفتان للتواصل مع نفس المستقبل: الإنسان، بل هما، عطفا على هذا وذاك، طريقتان مختلفتان للوصول إلى نفس المطلب: المعرفة".

يذكر أن محمد الديهاجي أصدر ديوان “تغريبة الاعمى”، بالاضافة إلى مجموعة من الدراسات/الكتب النقدية خصوصا في مجال الشعر، كما نشرت ابحاثه النقدية عدد من المجلات والجرئد المغربية والعربية.

 

 

نداء الوطن