الاحتلال الاسرائيلي والمعادلة المقلوبة !

 

في خضّم التطورّات على الساحة الفلسطينيّة، وفي ظلّ تصاعد المطالبات باغتيال قائد حماس في غزّة، يحيى السنوار، كثّفت مراكز الأبحاث من دراساتها حول التهديدات التي تُواجهها دولة الاحتلال، مُركّزةً على التحديات التي تقف أمام إسرائيل، وعلى نحوٍ خاصٍّ حركة (حماس).

وفي هذا السياق رأت دراسة صادرة عن معهد السياسات والإستراتيجية في جامعة (رايخمان) في مدينة هرتسليا، شمال تل أبيب، رأتّ أنّ الأردن يشكل رصيدًا استراتيجيًا في عقيدة الأمن القومي لإسرائيل، وزعزعة الاستقرار فيه ستنعكس بصورة مباشرة على الأمن الإسرائيلي على المستوى الاستراتيجي، وعلى الصعيد التكتيكيّ-العملانيّ (حدود، و”إرهاب”، وتمركز قدرات نارية لقوى وكلاء إيران).

وأضافت الدراسة أنّه “على هذا الصعيد يجب انتهاج سياسة إسرائيلية حكيمة من خلال تعميق الأرصدة الإسرائيليّة في أمن المملكة، وذلك على الرغم من الخطاب الهجوميّ لعمّان بشأن كلّ ما له علاقة بالمسجد الأقصى والوضع القائم في القدس”.

بالإضافة إلى ما ذُكِر أعلاه، شدّدّت الدراسة على أنّ “مستقبل الاتفاق النووي بين الدول الكبرى وبين إيران لم يُحسم بعد، لكن في أيّ سيناريو سيكون على إسرائيل مواجهة تهديد معقد ومتعدد الأبعاد. إذْ تفرض الإستراتيجيّة الإقليميّة لإيران والتطورات المحتملة لبرنامجها النووي على إسرائيل توطيد التعاون الاستراتيجي مع الولايات المتحدة، بالإضافة إلى تعزيز العلاقات الأمنية مع المعسكر السني في المنطقة”.

ولفتت إلى أنّه “في هذا النطاق المطلوب من إسرائيل التوظيف في بناء قوة خاصة بمساعدة أمريكية من أجل تعزيز قدراتها المستقلة لمواجهة التهديدات الناشئة في الدائرتين الثالثة والأولى”.

عُلاوة على ذلك، تابعت الدراسة، “لا تزال المعركة بين الحروب تشكل أداة فعالة لإخراج إيران من الساحة السورية، والمسّ بعمليات بناء حزب الله لقوته، وتعزيز قوة الردع الإسرائيلية في المنطقة”، مُوضحةً “أنّه حتى الآن يبدو أنّ التنسيق الاستراتيجي مع موسكو لم يتضرر، وما زال الجيش الإسرائيلي يحتفظ بحرية التحرك العملاني، لكن مع ذلك يتعيّن على إسرائيل أنْ تستعد لمواجهة انعكاسات الصراع العالميّ على السياسة الروسية في الشرق الأوسط، وخصوصًا حرية عمل الجيش الإسرائيليّ”، كما قال الباحثون الذين أعّدوا الدراسة.

الدراسة أوضحت أيضًا أنّ “تطورات المعركة في أوكرانيا تُعزز المخاوف من اندلاع مواجهة مباشرة بين الغرب وروسيا. ذلك بأنّ حدود المعركة تتوسع، ويحاول كلّ جانب بلورة منظومة تحالفات إستراتيجية لتشديد /أوْ كسر الحصار على روسيا”.

وأشارت إلى أنّه “في السياق الشرق الأوسطي تنعكس الأزمة في العلاقات بين الولايات المتحدة والسعودية والإمارات على قدرة واشنطن على بلورة ائتلاف إقليمي ضدّ روسيا”.

ومضت الدراسة قائلةً إنّ “المصلحة الأمنية الإسرائيلية تقضي ببقاء دول الخليج ومصر والأردن تحت الدعم الأمريكي، في ضوء التداعيات الإستراتيجيّة الخطرة، في المدى البعيد، على أمن إسرائيل في حال حدوث تغيير، ولإسرائيل دور في التوسط بين واشنطن وبين المعسكر السُنيّ وتبديد التوترات، وهذا الدور يعزز أيضًا مكانة تل أبيب وأرصدتها في واشنطن وفي دول المنطقة”.

وتابعت الدراسة، التي نقلتها للعربيّة (مؤسسة الدراسات الفلسطينيّة)، تابعت قائلةً إنّ “تقدم المعركة في أوكرانيا تمنح دروسًا على المستوى العسكريّ-التنظيميّ، وعلى المستوى العملاني –التكتيكي، منها: أهمية وجود استخبارات ذات دلالة ونوعية، والحاجة إلى تعزيز التفوق الجوي، وقدرة فعلية على المناورة، ونيران دقيقة وفتاكة، والدفع من المستوى الاستراتيجيّ إلى المستوى التكتيكيّ، إلى جانب تعزيز الدفاع المتعدد الأبعاد، والقدرة على الصمود وامتصاص الضربات، وترسيخ شرعية دولية وداخلية”، كما قالت.

الدراسة أكّدت أنّه “يتعيّن على إسرائيل بلورة إستراتيجيّة شاملة هدفها إضعاف “حماس”، وتعزيز السلطة الفلسطينيّة، وفي هذا الإطار، يجب أنْ تدفع “حماس” ثمن أفعالها التدميرية، إلى جانب تعزيز السلطة الفلسطينيّة من الناحيتيْن الأمنيّة والاقتصاديّة”، مُحذّرةً من أنّ “عدم وجود إستراتيجيّة إسرائيليّة شاملة، باستثناء السياسة الحالية لـ”إدارة النزاع” بواسطة سياسة “الجزرة والعصا”، من شأنها تقليص القدرة الإسرائيليّة على العمل في المجال العملاني وفي مجال الردّ، الأمر الذي يساعد “حماس” في الساحة الفلسطينيّة”، على حدّ تعبيرها.

واختتمت الدراسة قائلةً “إنّ هذه الدروس يجب تعميقها في حال حدوث معركة على الجبهة الشمالية، أو معركة متعددة الجبهات قد تدخل فيها إسرائيل”، وفق تعبيرها.

 

 

نداء الوطن