ضمن فعاليات مركز "حياة" لتعزيز الجهوزية على الطوارئ لتطوير قدرات طلبة الطب، افتتح مركز حياة بكلية الطب بالجامعة الإسلامية سلسلة دورات لتدريب جميع طلبة المستوي السادس على مهارات متقدمة في الجراحة والاصابات والحوادث وفقاً للمعايير المعتمدة عالمياً.
عبر د. فضل نعيم نعيم عميد كلية الطب عن أهمية هذه الدورات لطلبة الكلية، وأشار في كلمته أن الكلية تهدف إلى إكساب الطلبة المعرفة النظرية والمهارات التطبيقية اللازمة للتعامل مع حالات الطوارئ في ظل الأزمات المتكررة التي تعيشها فلسطين، كما أكد د. نعيم على أهمية هذه الدورات التي تمكن خريجي الكلية والطواقم الطبية من التعامل مع الإصابات وتقليل الأضرار والخسائر البشرية.
وبدوره صرح د. صهيب الهمص رئيس قسم الجراحة بكلية الطب بالجامعة الاسلامية وعضو مجلس إدارة مركز حياة أن هذه الدورة تأتي في إطار سعي كلية الطب إلى تطوير المساقات الجراحية لتواكب الاحتياجات المجتمعية وترتقي بخططها إلى مستوى العالمية، ولتعمل على تأهيل خريجها ليكونوا لبنة قوية في بناء النظام الصحي الحديث وفقاً لأعلي المقاييس العالمية.
ومن الجدير بالذكر أن مركز حياة بجهود مشتركة مع تجمع الأطباء الفلسطينيين في بريطانيا ومراكز تدريبية في مصر والأردن، قد اتموا تدريب عدد من الجراحيين كمدربين معتمدين ، في إطار سعى الكلية للارتقاء بمركز حياة ليصبح مركزاً معتمداً من جمعية الجراحين الأمريكية كمركزاً للتدريب على دورات في مهارات الإصابات والحوادث المتقدمة في فترة الطوارئ.
التداعيات والسيناريوهات المتوقعة ومدى الجهوزية
مركز «حياة» لتعزيز الجهوزية على الطوارئ يعقد ورشة عمل حول "تجربة غزة في إدارة أزمة كورونا: الدروس المستفادة والسيناريوهات المتوقعة"
(الإدارة الصحية)
عقد مركز حياة لتعزيز الجهوزية على الطوارئ بالشراكة مع كلية طب الجامعة الاسلامية ورشة عمل لتقييم تجربة القطاع الصحي في ادارة أزمة كورونا في غزة وذلك لاستخلاص أهم الدروس المستفادة وتقييم مدى الاستعداد للسيناريوهات المتوقعة.
هذا وقد شارك في الورشة كلا من وزارة الصحة ووزارة التنمية المجتمعية ومنظمة الصحة العالمية ووكالة الغوث الدولية والصليب الأحمر الدولي وعدد من المنظمات الأهلية والدولية ولفيف من الأكاديميين والمختصين في مجال الطوارئ وصناع القرار إلى جانب عدد من الخبراء المحليين والدوليين.
وقد استعرض الوكيل المساعد لوزارة الصحة د. مدحت محيسن دور وزارته في التصدي لجائحة كورونا من خلال جملة من التدابير والاجراءات التي اتخذت مبكرا وقبل ظهور أي حالات في قطاع غزة، للحيلولة دون تفشي المرض على الرغم من قلة الامكانيات ونقص التمويل وفي الوقت الذي انهارت فيه العديد من الأنظمة الصحية المتقدمة في العالم أمام شدة الجائحة، وقد أشاد بدور والتزام الفرق الصحية عامة، والحكومية منها خاصة، والتي تتمتع بمهارات عالية اكتسبتها خلال مجابهتها للعديد من الأزمات التي تعرض لها قطاع غزة على مدى سنوات الحصار الاسرائيلي الظالم.
وبدوره قدم مدير مكتب منظمة الصحة العالمية د. عبد الناصر صبح تقييما لتجربة قطاع غزة وفق المعايير التي تضعها منظمته في قياس مستوى الجهوزية، حيث أشاد بالإنجازات التي حققتها الخطة الوطنية، ولكنّه أشار إلى ضرورة تعظيم الاستعداد المسبق من خلال عقد سيناريوهات لمحاكاة حالة تفشي المرض واجراء التدريبات الكافية لرفع كفاءة المستشفيات الحكومية والكشف عن الفجوات اللوجستية، ودعا الى مزيد من الإهتمام بالكادر البشري سواء تدريباً أو حمايةً، مؤكدا خطورة وضع قطاع غزة في حال خرج المرض عن السيطرة، ودعا إلى ضرورة توفير التمويل اللازم لإدارة الازمة سواء محليا أو دوليا، وذلك من خلال سرده للمعايير التسعة التي وضعتها المنظمة لتقييم الأداء في الأزمة.
وحول دور وكالة الغوث الدولية تطرقت د. غادة الجدبة رئيس برنامج الصحة في المنظمة إلى المساهمة التي قدمتها الوكالة ضمن الخطة الوطنية بالتنسيق الكامل مع وزارة الصحة، وقدمت موجزا عن أهم الاجراءات التي اتخذتها الوكالة لضمان الاستمرار في تقديم خدماتها الأساسية خلال الأزمة للاجئين الفلسطينيين الذين يشكلون 70% من سكان القطاع. وكانت قد أشادت في بداية حديثها كثيرا بالإنجاز الذي حققته الخطة الوطنية في حماية المواطنين، حتى اللحظة، من الوباء.
وقد استضافت الورشة مجموعة من الخبراء الدوليين عبر تقنية ال"Zoom " لاستعرض تجارب كلا من ألمانيا وقدمها د. منذر رجب، وتركيا وقدمها دكتور سعيد الحاج، وايطاليا وقدمها د. عماد الجولانى، والأردن وقدمها د. طارق طهبوب، حيث استعرض المشاركون تجارب دولهم في التعاطي مع الأزمة، ووجهوا مجموعة من التوصيات للحكومة في غزة للاستفادة من تجارب الدول الأخرى.
وقد شملت الورشة مقارنة تفصيلية بين واقع الحالة في غزة والضفة الغربية قدمها الخبير في مجال الصحة العامة د. يحيى عابد، حيث إستعرض أهم الفجوات التي أدت إلى إنفجار الأوضاع مجددا في الضفة الغربية، وضرورة الإستفادة من هذه التجربة.
واتفقت مداخلات الحضور على أهمية زيادة وتعزيز التنسيق بين جميع مقدمي الخدمة الصحية واشراك المجتمع المحلي في تحمل واجباته الوطنية، وذلك بتوسيع نطاق المظلة الوطنية لإدارة الأزمة، كما أكدوا على أهمية البحث العلمي والإستفادة من مخرجات الأبحاث والدراسات التي تجرى في الجامعات حول كيفية مواجهة هذا النوع من المخاطر، وحذروا من خطورة التراخي في إتخاذ كل ما يلزم من إجراءات لحماية القطاع من الوباء، وعدم الركون إلى الحالة الراهنة من غياب الوباء داخل المدن.
والجدير بالذكر أن هذه الورشة تأتي ضمن سلسة من ورش العمل التي يعكف مركز حياة على تنفيذها ضمن عدة قطاعات وذلك لتقييم الجهوزية في التصدي لأزمة كورونا وقد أكد د. باسم نعيم مدير مركز حياة في كلمته الختامية أن مثل هذه الأنشطة هدفها مساعدة صانعي القرار على وضع الخطط المناسبة واتخاذ الاجراءات المطلوبة في ادارة الأزمة وفق المفاهيم الحديثة لإدارة الأزمات، وأنّه سيتم إرسال مخرجات ورشة اليوم الى كل الجهات المعنية.
