قال عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين فتحي كليب ان الاحتلال الاسرائيلي يسعى من خلال عدوانه على شعبنا ومقدساته الى تحقيق جملة من الاهداف: منها ما له علاقة بالسباق السياسي بين الاحزاب الصهيونية لاثبات مدى تطرفها تجاه الفلسطينيين، ومنها ما يرتبط بوهم موجود لدى بعض الاطر الصهيونيبة بان الوقت الراهن هو افضل توقيت لتحقيق اسرائيل لمشروعها بما يتعلق بمدينة القدس بشكل عام وبالمسجد الاقصى خاصة مشروع التقسيم الزماني والمكاني، اعتقادا منهم ان حالة الضعف العربي والانقسام الفلسطيني يمكن ان يساعد على تحقيق هذا المشروع.. في ظل عمليات التطبيع الواسعة واتضاح كذبة دول التطبيع ان اتفاقاتها مع الاحتلال كانت لاجل الحفاظ على الحقوق الفلسطينية، ليتأكد أن اتفاقات التطبيع كانت تحالفات سياسية وعسكرية واقتصادية، هدفها الوحيد الى جانب الاستفراد بشعبنا هو محاصرة ايران واضعاف ثقافة المقاومة لدى شعوب المنطقة وحركاتها الثورية..
جاء ذلك خلال مقابلة مع الاعلامية "صباح مزنر" على اذاعة النور اللبنانية حول تداعيات العدوان الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني، مؤكدا ان اعتقاد الاحتلال ان بامكانه استغلال الازمة الروسية الاوكرانية للاستفراد بالشعب الفلسطيني وفرض وقائع سياسية وميدانية هو اعتقاد ليس في مكانه، فقد جرب الاحتلال هذا النموذج حين جمع اكثر من 40 دولة عام 1996 في مؤتمر خصص لمحاصرة المقاومة الفلسطينية وتوفير الامن للاحتلال، فكانت النتيجة ان المقاومة ازدادت قوة وعنفوانا والشعب بات موحدا خلف خيار المقاومة..
وتابع قائلا: ان جميع الفصائل موحدة خلف خيار المقاومة وبأن استفزازات المستوطنين سواء باقتحام ساحات المسجد الاقصى او بتنظيم مسيرات اعلام او بارتكاب جريمة ما يسمى ذبح القرابين، كلها ممارسات لا يمكن ان تتوقف الا عبر اسلوب خبره الاسرائيليون وهو المقاومة، سواء من قطاع غزه او الضفة الغربية او في الاراضي المحتلة عام 1948، وقد كانت معركة سيف القدس بروفة او نموذج لما يمكن ان تذهب اليه الامور في حال واصل الاحتلال مشاريعه او استمر في تأمين التغطية للمتطرفين اليهود في استفزازاتهم للشعب الفلسطيني..
وقال ايضا: ان كلام رئيس وزراء العدو حول منع المستوطنين من اقتحام المسجد الاقصى اليوم وحتى نهاية شهر رمضان الهدف منه امتصاص الحالة المعنوية المرتفعة للشعب الفلسطيني والتحامه مع فصائل المقاومة التي كان لتهديداتها الاثر المباشر على قرار العدو، وهي دعوة لفصائل المقاومة ايضا ان تبقى يدها على الزناد، لأننا خبرنا هذا العدو الذي لا يؤتمن على عهد ولا يصدق وعد، ودعوة ايضا لشعبنا في الضفة والقدس وفي الاراضي المحتلة عام 1948 الى الاستمرار في فعاليات المقاومة الشعبية في مواجهة الاحتلال والاستيطان الذي لا يمكن ان يتوقف الا على ارضية التحام مباشر بين جميع المكونات الفلسطينية وجنود الاحتلال..
اننا كفصائل مقاومة وكشعب فلسطيني لا يمكن ان نسمح للاحتلال بتغيير المعادلات التي فرضتها معركة سيف القدس، سواء بعمليات تهجير جديد او المس بمقدساتنا، ونتعاطى مع ارضنا الفلسطينية كوحدة اقليمية موحدة لا تقبل التجزاة، وبالتالي المقاومة ستكون معنية بالدفاع عن ارضها وبتلبية نداء شعبها في الضفة حين يتعرض لاي عدوان مهما ظن الاحتلال انه بسيط او لا يستحق الرد..