وفاة الشاعر كريم العراقي تصدر الحزن لمحبيه

 

اظهرت وفاة الشاعر كريم العراقي ، فجر الجمعة، حزنا ونعيا عربيا وعراقيا، وأشار الناعون إلى ما خلفه في قلوب العراقيين ومحبيه في العالم العربي، واستدعوا أبياتا من قصائده، بينها قوله:

 

بيتٌ من الشعر أذهلني بروعتِهَ … توسّدَ القلب مذ أن خطَّه القلمُ

أضحى شِعاري وحفّزني لأُكرِمَهُ… عشرينَ بيتاً لها من مِثلِهِ حِكَمُ

لا تشكُ للناس جرحاً أنت صاحبُهُ … لا يؤلم الجرح إلا من به ألمُ

شَكْوَاكَ لِلنَّاسِ يا ابنَ النَّاسِ مَنْقَصَةٌ … وَمَنْ مِنَ النَّاسِ صَاحٍ مَا بِهِ سَقَمُ

 

وُلد العراقي في منطقة كرادة مريم بالعاصمة بغداد عام 1955، وبعد أن حصل على شهادة الدبلوم في علم النفس وموسيقى الأطفال تنقل في عدد من الوظائف الحكومية في وزارات التعليم والثقافة ثم الإعلام.

 

يقول الناقد الفني محمد سمير إن العراقي احترف الشعر منذ نعومة أظفاره، وتحديدا في المرحلة الدراسية الابتدائية، بيد أن إبداعه بدا واضحا منذ عام 1973، حين بدأ بكتابة الأشعار الغنائية التي أخذت صيتا كبيرا، إذ غنى له مطربون عراقيون، مثل صلاح عبد الغفور وسعدون جابر ورياض احمد ورضا الخياط وفؤاد سالم وحسين نعمة، ثم جعفر الخفاف في أغنيته الشهيرة "الشمس شمسي والعراق عراقي" التي انتشرت بصورة كبيرة في الأوساط الفنية والشعبية.

 

ويؤكد سمير -في حديثه للجزيرة نت- أن العراقي قدم قصائد شعرية مغناة لرفيق دربه كاظم الساهر الذي غنى له أكثر من 50 أغنية، بعضها اشتهر في العراق والوطن العربي، فضلا عن عشرات القصائد الغنائية الأخرى لفنانين عراقيين وعرب، مثل أصالة نصري وفضل شاكر وصابر الرباعي وآخرين.

 

مسيرة مميزة أما عن سبب انتشار وشهرة القصائد الشعرية لكريم العراقي، فيقول سمير إن البساطة ووضوح اللغة وصدق التعبير والإحساس كان كفيلا بأن تكون جميع قصائد كريم قريبة من القلب، لا سيما أن العراقي لم يكن كاتبا للشعر فقط، بل كان ملقيا له أيضا، ومن ثم، فإن طريقة إلقائه وإيصاله لمعاني القصيدة عبر طبقاته الصوتية أسهما بشكل كبير في الشغف الكبير بقصائده، فضلا عن أن كتابته الشعر كانت بلغة سهلة عميقة المعاني وسهلة الفهم في آن معا، الأمر الذي أسهم في تذوق شعره حتى من البسطاء، وفق قوله.

 

في السياق، يصف المخرج التلفزيوني والناقد محمد إسماعيل الشاعر الراحل بأنه استحق بجدارة لقب "النهر الثالث" في العراق رفقة نهري دجلة والفرات، وأنه كان على مستوى عال من الإحساس والمشاعر التي يفتقر إليها كثير من الشعراء.

 

و يضيف إسماعيل -في حديثه للجزيرة نت- أن الراحل أسهم بشكل كبير في إبراز عديد من الفنانين والمطربين بسبب قصائده التي تحولت إلى أغانٍ، معلقا بالقول "كان كريم العراقي يمثل هوية ولسان حال العراق في جميع معاناته، سواء في فترة الحصار الدولي أو ما بعدها، استحق الراحل أن يكون النهر الثالث لبلاد الرافدين، كل حرف كان يكتبه يعبر عن حالة معينة".

 

من جهته، يقول الشاعر العراقي خالد اليساري إن كريم العراقي ترك إرثا كبيرا من القصائد الشعبية والفصيحة، إذ إن مسيرته الشعرية بدأت منذ سبعينيات القرن الماضي وصولا إلى قصيدته الشهيرة "أمي يا أم الوفا" التي غناها سعدون جابر والتي امتد تأثيرها لسنوات طويلة، مشيرا إلى أن تعامله مع الفنان العراقي كاظم الساهر أسهم في وصول قصائده لعشرات الملايين.

 

نداء الوطن